السعودية عاشقة كرة القدم.. طفرة للرياضة النسائية في المملكة

شهدت الرياضة السعودية، في السنوات الخمس الماضية، تحولات جذرية، حيث خطت البلاد خطوات كبيرة نحو تجديد وتطوير كرة القدم النسائية السعودية، ففي عام 2018، سُمح للنساء في المملكة العربية السعودية بدخول الملاعب وحضور المباريات لأول مرة، وقد حققت المملكة العربية السعودية منذ ذلك الحين، إنجازات مهمة في مجال كرة القدم النسائية، أعادت تشكيل وجهة المملكة العربية والاهتمام بشبابها والرياضة بشكل كبير.

وتأسست إدارة كرة القدم النسائية بالاتحاد السعودي لكرة القدم في سبتمبر 2019. وبعد ذلك، أعلنت البلاد عن إطلاق أول فريق وطني لكرة القدم للسيدات على الإطلاق.

وشهدت الاختبارات الأولية تنافس أكثر من 700 لاعبة للحصول على مكان في المنتخب الوطني، الذي ضم منذ ذلك الحين 47 شابة سعودية من جميع أنحاء البلاد.

وقد شاركت هؤلاء الشابات اللاتي صنعن التاريخ كأول لاعبات كرة قدم في المملكة العربية السعودية يحترفن اللعبة، قصصهن في فيلم وثائقي جديد من إنتاج وتقديم الفيفا بعنوان "مصممات على اللعب".

صرحت مونيكا ستاب، المديرة الفنية للمنتخب السعودي للسيدات، في مقابلة حصرية سابقة مع قناة "العربية": "في بلد يلعب أو يحضر أو يتابع كرة القدم أكثر من 80% من سكانها، كان قرار إنشاء فريق للسيدات أمرا لا مفر منه تقريبا". 

وأضافت سناب: "من الخارج، قد يبدو أن الناس في المملكة لم يهتموا بهذه الرياضة إلا مؤخرا، لكن هذا لا يمكن أن يكون حقيقة، فالشيء الوحيد الذي لا يعرفه الكثير من الناس هو أن المملكة العربية السعودية دولة مهووسة بكرة القدم".

وتابعت مدربة المنتخب السعودى النسائى: "الجميع يحب هذه الرياضة، رجالا ونساء، ولم أتوقع ذلك، لأقول الحقيقة، عندما أتيت إلى المملكة العربية السعودية، ولطالما كان الناس مهووسين بكرة القدم، والآن تمنح السعودية للنساء الفرصة للعب هذه اللعبة الجميلة".

 ووفقا لستاب، لم تقم أي دولة بتطوير رياضة النساء إلى هذا الحد الكبير خلال هذه الفترة القصيرة من الزمن.  

حيث سجل الاتحاد السعودي لكرة القدم، فى عام واحد فقط، زيادة بنسبة 86 ٪ تقريبا في عدد اللاعبات، حيث ارتفعت الأرقام من 374 في عام 2021 إلى 694 في عام 2022.

كما ارتفع عدد الأندية النسائية في جميع أنحاء البلاد، فى الفترة نفسها، بنسبة 56%، من 16 إلى 25 نادى م

نسائى، وكذلك عدد دورات التدريب، التي شهدت زيادة هائلة بنسبة 557٪ - حيث ارتفعت من 7 إلى 46 دورة تدريبية.

فيما تنافس أكثر من 48 ألف لاعبة في دوري المدارس السعودية 2022-2023 من خلال 3660 فريقا.

تشهد المملكة العربية السعودية مجموعة من المواهب الكثيرة، التي يمكنها الارتقاء باللعبة إلى آفاق جديدة في السنوات القادمة.

ويضم اتحاد جنوب آسيا لكرة القدم أيضا 90 حكمة مبتدئة، وأكثر من 1000 مدرب مؤهل و50 لاعبة دولية من 20 دولة تشارك في الدوري الممتاز للسيدات.

 وفي مارس 2023، دخل المنتخب السعودي للسيدات تصنيف الفيفا لأول مرة، حيث أصبحت عنود الأسمري أول حكمة دولية سعودية معترف بها من قبل الفيفا.

وأصرت مونيكا ستاب فى حديثها مع قناة "العربية" أن اللاعبات مصممات على الارتقاء بالفريق إلى أعلى المستويات و"يعلمن أن جهودهن ستساعد في رفع مستوى كرة القدم النسائية في البلاد إلى أبعد من ذلك".

حيث قالت: "دورنا في هذه الرحلة هو الخروج من منطقة الراحة الخاصة بنا واتخاذ الخطوات الأولى للجيل القادم".

 وسلطت الضوء على الحاجة إلى مزيد من "التخطيط والالتزام الدقيق"، وصرحت ستاب: "هناك الكثير مما نحتاج إلى تعلمه واكتسابه، والكثير من ذلك سيأتي من المزيد من الخبرة."

كما أضافت ستاب أنه يتعين على الاتحاد واللاعبات مواصلة العمل على تطوير كرة القدم النسائية، حيث صرحت إن المنتخب السعودي للسيدات لديه القدرة على أن يكون من بين الأفضل في العالم خلال خمس إلى عشر سنوات.

وتابعت أن الصبر والعمل الجاد والالتزام الثابت بالرياضة أمور ضرورية لتحقيق ذلك.

 أظهرت بطولة كأس العالم للسيدات 2023 التي أقيمت في وقت سابق من هذا الصيف للعالم تأثير لعبة كرة القدم بالعالم.

وشهدت البطولة حضور ما يقرب من مليوني مشجع للمباريات ومتابعة المليارات من جميع أنحاء العالم، حيث أثبتت الفرق من 32 دولة مختلفة أن كرة القدم لديها مكان للجميع.