بقلم إيمان عاشور: الزواج نعمة
الإسلام يشجع على الزواج المبكر عندما تتوفر الشروط اللازمة لذلك، وذلك لتفادي المشاكل والتحديات التي قد تنشأ نتيجة لتأخر الزواج، ويُعَتَبَر الزواج في الإسلام واحدًا من الحلول المثلى لتحقيق الرغبات الجنسية بشكل مشروع ولإقامة أسرة سعيدة تساهم في تكوين مجتمع مستقر ومترابط.
من الأدلة القرآنية التي تدعم الزواج المبكر:
قال الله تعالى في القرآن الكريم: "وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ ۚ إِن يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ" (سورة النور: 32). هذه الآية تحث المسلمين على تسهيل الزواج للشباب والشابات .
وقد ورد في الحديث الشريف عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال: "يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ" (رواه البخاري ومسلم). هذا الحديث يشجع على الزواج في سن مبكرة، وإلا فعلى الشاب والفتاة أن يصوما لكبح رغباتهما.
لذلك يجب أن يكون الاعتدال هو المبدأ الأساسي عند التعامل مع قضية الزواج في الإسلام، ويجب تشجيع الشباب والفتيات على الزواج عندما يكونون قادرين على تحمل المسؤولية والاستقلالية المالية والنفسية. وفي نفس الوقت، يجب أن يتم تجنب الزواج المبكر دون توفر الشروط الضرورية التي تضمن النجاح والاستقرار الأسري.
يمكن القول إن الإسلام يحث على الزواج المبكر عندما تتوفر الشروط المناسبة، ويحذر من تأخير الزواج بشكل غير مبرر قد يؤدي إلى مشاكل دينية واجتماعية. الاعتدال والتوازن بين الشروط الدينية والاجتماعية هو الطريق لتحقيق الزواج الناجح والمستدام في المجتمع الإسلامي.
لأن تأخير الزواج من الناحية الدينية بالنسبة للإسلام يُعتبر قضية مهمة يجب مناقشتها بجدية. في الإسلام، الزواج يُعتبر أمرًا محمودًا ومشروعًا، والرسول محمد صلى الله عليه وسلم أشاد بالزواج وشجع على الزواج المبكر إذا توفرت الشروط الضرورية. هناك العديد من المشاكل التي يمكن أن تنشأ نتيجة تأخر الزواج وتأخيره من الناحية الدينية، ومن هذه المشاكل:
1- الاحتياجات الجنسية: يُعَتَّبُ في الإسلام أن الزواج يُفرِجُ عن احتياجات الجنس ويساهم في الحفاظ على النفس والبعد عن الحرام. تأخر الزواج قد يؤدي إلى ارتفاع مستوى الرغبة الجنسية وقد يكون من الصعب السيطرة عليها خارج الزواج، مما يعرض الفرد للوقوع في الحرام.
2- التحديات الاجتماعية: في بعض المجتمعات، قد يواجه الشباب والشابات ضغوطًا اجتماعية تؤدي إلى تأخير الزواج، مثل التركيز الزائد على الدراسة والحصول على وظيفة مستقرة قبل الزواج. هذه التحديات الاجتماعية قد تتعارض مع التوجيهات الدينية الحثيثة على الزواج المبكر.
3- ارتفاع معدلات الزنا: تأخر الزواج قد يتسبب في زيادة معدلات الزنا والعلاقات الغير شرعية، خاصة في ظل الاحتياجات الجنسية وعدم وجود شريك شرعي.
4- تأخر الإنجاب: إذا تم تأجيل الزواج إلى سن متأخرة، فقد يتسبب ذلك في صعوبة في الإنجاب وزيادة فرص حدوث مشاكل صحية للأم والطفل.
5- الزواج المبكر: قد يلجأ بعض الأفراد إلى الزواج المبكر دون الاستعداد الكافي للحياة الزوجية، مما يؤدي إلى حدوث توتر وصراعات وانفصالات في المستقبل.