انعقد الخميس الماضي مؤتمر القمة العالمية عن الذكاء الاصطناعي من أجل المنفعة الاجتماعية، التي ينظمها الاتحاد الدولي للاتصالات التابع للأمم المتحدة، وتفاجأ عدد كبير من رواد القمة بالشكل البشري الذي يمثل الواقع بدرجة كبيرة لتلك الروبوتات التي سارت في ممرات القمة.

الذكاء الاصطناعي باستخدام الروبوتات

ويتوقع من الروبوتات أن تقوم بمؤتمر صحفي غير مسبوق خلال الفترة المقبلة، إلا أنه في الوقت الحالي لا تستطيع تلك الروبوتات ذات الأشكال البشرية الحاضرة في جنيف الإجابة على أسئلة الحاضرين في القمة، حيث غزت هذه الروبوتات مختلف المجالات، فأصبحت موجودة المجال الغنائي أو الفني أو كروبوتات تتولى الاعتناء بالمسنين في دور العجزة. ويكون من الصعب أحياناً تمييزها عن البشر حتى أمتار قليلة.

روبوت في فرقة غنائية

ويتوقع من هذه الروبوتات أن تكون مُجهّزة بكاميرات في أعينها، لتستطيع مععرفة ما يحدث في محيطها وتجيب على الأسئلة وتبتسم، وبعضها يحرّك عينيه كردة فعل على أمر ما، ومن بين هذه الروبوتات، "ديسديمونا" المعروفة بـ"ديسي" للمقربين منها، وهي أحد أعضاء فرقة "جام غلاكسي باند" الموسيقية.

ويُقدِم هذا الروبوت الذي ابتكره ديفيد هانسون على أداء أغان من نوع الجاز تتمحور على مواضيع مختلفة، بدءاً من الحب وصولاً إلى بطاقات الائتمان ومروراً بالمواعيد الغرامية في المتنزهات.

وتقول عازفة الساكسفون ديان كروس التي تعزف إلى جانب الروبوت: "إنّه مدهش. قد يُعتَقَد أنّه غريب لكنه مذهل لأنّ الكلمات التي ابتُكرت استناداً إلى الذكاء الاصطناعي مدهشة"، حيث ابتكرت المتخصصة في الروبوتات ذات الأشكال البشرية والأستاذة في جامعة جنيف ناديا تالمان، نموذجاً عنها سمّته نادين ويجيب عن مختلف الأسئلة لكنه لا يتحرك.

ويقول الروبوت نادين لوكالة فرانس برس: "لقد تم ابتكاري لأكون روبوتاً اجتماعياً مشابهاً للبشر، وللتفاعل مع الناس واستكشاف إمكانات الذكاء الاصطناعي"، وبفضل إدخال تحسينات تقنية عليه، يُفترض أن يصبح هذا الروبوت في المستقبل قادراً على "فهم بيئته بشكل أفضل، وطرح الأسئلة لا فقط الإجابة عليها، وتحليل الأمور بشكل أفضل، وأن يكون أكثر وعياً بما يحدث"، على قول مبتكرته.

كما تشير تالمان إلى أنّ تحقيق ذلك سيستغرق سنوات لأنّه عملية معقدة، لافتةً إلى أنّ إقدام المرء على إدراك نفسه هو أمر يتّسم بتعقيد أكبر.