المغامرة في أعلى مستوياتها تجعل المرء يبلغ من طموحه عنان السماء حتى ينال مراده، بغض النظر عن مدى صعوبة وخطورة الأمر، إلا أنه لا يبرح حتى يبلغ حلمه الذي سعى من أجله، ولكن ليست دائمًا المغامرة تأتي بنتائج إيجابية مضمونة، كصاحبة المعالي اليوم الطيارة التي تعد أول امرأة تحصل على صليب الطيران الفخري، واستطاعت أن تعبر المحيط الأطلنطي مرتين، ولكن ما قصتها؟ ماذا حدث لها من مخاطرة ومجازفة؟ هذا ما سنعرفه في السطور التالية.

ولدت أميليا إيرهارت عام 1897، أي قبل 6 سنوات من أول تجربة طيران ناجحة للأخوين رايت، والتي أطبحت سبب في حبها وتعلقها بالطيران في طفولتها.

وعند التحاقها بالمدرسة، كانت تحلم بدراسة العلوم وتفوقت فيها، لكنها لم تكن مندمجة اجتماعيًا، وتم وصفها بأنها "الفتاة التي ترتدي اللون البني وتمشي وحدها"، ومنذ طفولتها، كانت أميليا تحتفظ بقصاصات الجرائد والمجلات التي تسرد أخبار نجاح سيدات اخترقن مجالات عمل لم تكن لهن.

وكان التحول الكبير في حياة أميليا عند عدم قدرتها على استكمال الجامعة بسبب وباء الإنفلونزا الإسبانية، التي كانت وباءً عالميًا وقتها والتي كانت ستموت بسببه، فاضطرت أميليا وقت تفشيه من العمل كممرضة، وبسببه تفرغت أميليا لدراسة الميكانيكا، لأنه لم يكن هناك أي فرصة لتعلم فنون الطيران بسبب الوباء.

عملت أميليا في وظائف كثير حتى تتعلم الطيران، والتي كان يتكلف وقتها ألف دولار، وبمساعدة والدها تمكنت أميليا من تعلم الطيران على يد سيدة تدعى "نيتا ستوك"، وفي عام 1923 أصبحت أميليا السيدة رقم 16 التي تنجح في الحصول على رخصة الطيران.

في عام 1928، كانت أميليا أول امرأة تعبر المحيط الأطلنطي، لكنها لم تعتبر أميليا أنه إنجاز بسبب كونها الرحلة التي لم تقم فيها بأي دور، ولكن في عام 1932 قامت أميليا بإنجازها الأعظم بقيادة طائرتها لعبور المحيط الأطلنطي، وعادت الرحلة لكي تكون أول شخص وسيدة تطير فوق المحيط الأطلنطي مرتين.

ولكن في عام 1937، قامت أميليا هارت بحلمها الأكبر وهو أن تطير حول العالم بمفردها، ولكن اختفت طائرتها عند المحيط الهادي، ويفشل العلماء في معرفة مصيرها ومصير طائرتها حتى يومنا هذا.