واقعة غامضة وغريبة وقعت في منطقة النزهة بالقاهرة منذ 6 شهور، عندما استيقظ الأهالي على جريمة قتل ذهبت ضحيتها ربة منزل على يد زوجها الذي يعمل صاحب كافيه. 

  

وبدأت تفاصيل الجريمة تتضح، عندما ذهب شقيق الضحية إلى شقتها للجلوس معها والاطمئنان عليها، بعدما رجعت إلاى منزل الزوجية قبل الجريمة بأيام بعد مشاجرة مع زوحها، وعندما طرق الشقيق باب الشقة شقيقته لم يجد استجابة، ليستعين بالجيران في كسر الباب، ليفاجئ بشقيقته ملقاة على الأرض غارقة في دمائها ومصابة بـ14 طعنة. 

وصرخ الشقيق قائلا: "أختي اتقتلت"، واتهم زوجها بالوقوف وراء الجريمة، وأبلغ رجال المباحث بذلك، ليتك فتح محضر رسمي، وإخطار النيابة العامة التي قررت ضبط وإحضار الزوج للتحقيق معه، ليدلي الزوج باعترافاته امام رجال التحقيق ويقر بانه قتلها برغم مصالحتها وعودتها إلى منزل الزوجية. 

 

وفي اعترافاته أمام النيابة، قال المتهم: "أيوة أنا قتلت مراتي لأنها كانت دائمة الشجار معي"، ويوم الجريمة اتهمته زوجته بالخيانة، ولكنه اتهمها أيضا بأنها تخونه، فنشبت بينهما مشاجرة كلامية تطورت إلى تشابك بالأيدي، ولكنه نجح في السيطرة عليها ليسقطها على الأرض، ويحضر سلاحا أبيضا من المطبخ وينهال عليها بالطعن في جميع أنحاء جسمها حتى فارقت الحياة، ثم دخل الحمام من أجل تنظيف ملابسه من آثار الدماء، ثم قرر بعثرة محتويات الشقة حتى يطمس آثار جريمته ويبعد الشك عنه، ويظن رجال المباحث أنها جريمة سرقة، ثم توجه إلى الكافيه ملكه لمباشرة عمله. 

 

وأثناء الجلسات الماضية، كان الدفاع الحاضر مع المتهم، طلب عرضه على مستشفى الأمراض النفسية، بعدما شكك في سلامة قواه العقلية، ولكن تقرير الطب النفسي جاء بعد ذلك، وجاء فيه: "بناء على خطاب المستشار رئيس الاستئناف الوارد بتاريخ 5 أبريل 2023 بشان المتهم "حسن" لإيداعه للفحص بإدارة الطب النفسي الشرعي وإعداد تقرير طبي نفسي وعقلي عن حالته ومدي مسئوليته الجنائية عن القضية محل الواقعة والمتهم فيها بإنهاء حياة زوجته، وبناء علي تكليف الدكتور مدير عام الامانة الفنية للمجلس الاقليمي للصحة النفسية رقم 1 في القاهرة تشكلت لجنة ثلاثية ضمن الدكتورة صفية محمود عفت استاذ الطب النفسي جامعة عين شمس رئيسا للجنة وبعضوية الاطباء سيد محمد سيف وعادل رياض عطا الله وبعد القسم". 

 

"تتهم النيابة العامة المتهم "حسن. ا" أنه في 12 فبراير 2022 بدائرة قسم شرطة النزهة قتل المجني عليها رباب. م. إ. ب" عمدا مع سبق الإصرار بأن بيت النية وعقد العزم على قتلها لارتيابه في سلوكها وعلى إثر مشادة كلامية فيما بينهما أخرج سلاحا أبيضا وكال إليها عدة طعنات حتي خارت قواها ثم أمسك بسلاحا أخر وأحدث قطعا في عنقها قاصدا من ذلك ازهاق روحها مما أحدث إصابتها الموصوفة بتقرير الصفة التشريحية والتى أودت بحياتها". 

  

"وأضاف أمر الإحالة أن المتهم أحرز بقصد التعاطي جوهر الحشيش المخدر في غير الأحوال المصرح بها قانونا كما حاز وأحرز سلاحين ابيضين بدون مبرر دون مسوغ قانوني". 

و"اعترف المتهم بالتهمة المنسوبة إليه أمام النيابة العامة وكذلك أمام لجنة الفحص وأفاد أنه مريض نفسي وغير مدرك لتصرفاته وأن زوجته تتآمر علي الدولة وتتاجر في الآثار". 

 

ولفت التقرير إلى ان "المتهم هاديء ومتعاون، جيد الاهتمام بنظافته الشخصية، الأكل والنوم والإخراج في الحدود الطبيعية، لم تنتابه أي نوبات من التشجنات أو عنف أو فقدان الوعي طوال فترة إيداعه للفحص، وتم إجراء اختبار وكسلر بليفو لذكاء الراشدين وقد حصل المتخم حسن أ علي معامل 105 وهذا يضعه في فئة المتوسط الطبيعي للذكاء، وأظهرت اختبارات سمات الشخصية ارتفاع في معامل الكذب والمراوغة وهذا من قبيل سمات الشخصية وليس تشخيصا نافيا للمسئولية الجنائية". 

  

وأضاف تقرير الطب النفسي: "بتوقيع الكشف الطبي والنفسي والعقلي علي المتهم حسن. أ تبين انه رجل في منتصف العقد الخامس من العمر سليم البنية جيد الاهتمام بنظافته الشخصية ومظهره الخارجي تام الوعي والافاقة، لا يوجد لديه حركات لا ارداية واعي قادر علي الانتباه والتركيز وعاطفته طبيعية ومتفاعل الوجدان لا يعاني من اضطراب في مجري او محتوي التفكير لا يوجد لديه أي نوع من الهلاوس أو أي سلوك هلوسي مدرك للزمان والمكان والاشخاص ذاكرته جيدة للاحداث القريبة والبعيدة وكذلك الذاكرة اللخظية قادر علي الفكر التجريدي كلامه متناسق ذكاؤه في حدود المتوسط الطبيعي بالتقدير الاكلنيكي لا يعاني من أي اضطراب في النوم قادر علي الادرام والاختيار والتمييز بين الصواب والخطأ يدرك قيمة الأفعال وعواقبها". 

وأكمل التقرير: "بمناظرة أعضاء لجنة الفحص للمتهم حسن. أ عدة مرات بواسطة أعضاء اللجنة مجتمعين ومنفردين اثناء فترة ايداعه للفحص بوحدة الطب النفسي الشرعي بمستشفي العباسية للصحة النفسية تحت الملاحظة ومراجعة ملف القضية والتحقيقات ومراجعة ملفه الطبي وملاحظات التمريذ ومن اجراء الابحاث النفسية والاجتماعية له ثبت للجنة الفحص ان المتهم لا يعاني وقت الفحص او وقت الواقعة من اي اضطراب نفسي او عقلي يفقده او ينقصه الادراك والاحتيار والحكم علي الامور ومعرفة الخطأ من الصواب". 

وتابع تقرير الطب النفسي: "وقد استندت اللجنة إلى ذلك من : 

خلو أقوال المتهم بتحقيقات النيابة العامة من أي أعراض دالة علي وجود اضطراب نفسي أو عقلي  

لم يظهر بفحص الحالة العقلية للمتهم أي أعراض دالة علي وجود اضطراب نفسي أو عقلي  

لم يظهر وضع المتهم تحت الملاحظة عن وجود اي مظاهر بالسلوك أو التفكير دالة علي وجود اضطراب عقلي أو نفسي وأن المتهم لا يتناول علاج دوائي نفسي أثناء الملاحظة 

لم تظهر الأبحاث النفسية أي دلالات علي وجود اضطراب نفسي أو عقلي بل اظهرت ارتفاع في معامل الكذب والمراوغة". 

واكد تقرير الطب النفسي: "مما سبق ثبت للجنة الفحص أن المتهم حسن. أ لا يعاني من أي اضطراب نفسي أو عقلي في الوقت الحالي أو وقت ارتكاب الواقعة محل الاتهام يفقده أو ينقصه الادراك والاختيار وهو قادر علي الادراك والاختيار والحكم علي الأمور ومعرفة الخطأ من الصواب مما يجعله مسئولا عن الاتهام المسند اليه في القضية".