الزنا كبيرة من الكبائر، ويعتبر من الموبقات، ولكن هناك أنواع للزنا أشد من أنواع أخرى، وذلك حسب الزمان والمكان، وأيضا حسب حال الزانيين. 

الزنا في رمضان والأشهر الحرم وذي الحجة ليس مثل الزنا في غيرهم من الأزمان، لأن فيها انتهاكًا لحرمة تلك الأزمنة.  

 الزنا في مكة والمدينة المنورة وبيت المقدس ليس مثل الزنا في غيرهم من البلدان، لأن هذه البلاد مفضلة على ما سواها.  

الزنا يعظم إثمه بحسب حال الزاني، فالزنا بامرأة أجنبيةٍ غير متزوجة عظيمٌ، ولكن أعظم منه الزِّنا بأجنبيةٍ متزوجة، لأنَّ في ذلك انتهاكٌ لحرمة الزَّوج، وإفسادُ فراشه، وتعليق نسبٍ عليه لم يكن منه. 

وكذلك الزنا بزوجة الجار أعظم حرمة وأشد قبحًا من الزنا بغيرها، وذلك لأنَّ الجار يتوقَّع من جاره أن يأمن بوائقه، لا أن يخونه. 

وكذلك الزنا بذوات المحارم أعظم إثمًا من الزنا بغير المحارم، لأن فيه قطيعة للرحم. 

وأيضا الزنا بزوجة المجاهد أعظم جرما من الزنا بغيرها، فعن بريدة بن حصيب الأسلمي -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (حُرمةُ نساءِ المجاهدين على القاعدين كحُرمةِ أمهاتِهم، ما من رجلٍ من القاعدين يخلُفُ رجلًا من المجاهدين فى أهلِه فيخونُه فيهم؛ إلا نُصِبَ له يومَ القيامةِ فقيل: هذا قد خلَفك في أهلِك، فخُذْ من حسناتِه ما شئتَ). 

وزنا المحصن -أي من سبق له أن وطء، أي تزوج، بنكاح صحيح- أعظم من زنا غير المحصن؛ لأن الزواج يمنع المكلف من فعل الفاحشة، فصار لذلك الإثم أعظم. 

وزنا الشيخ أعظم من زنا الشاب القوي؛ فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ثَلاثَةٌ لا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَومَ القِيامَةِ ولا يُزَكِّيهِمْ، قالَ أبو مُعاوِيَةَ: ولا يَنْظُرُ إليهِم، ولَهُمْ عَذابٌ ألِيمٌ: شيخٌ زانٍ، ومَلِكٌ كَذّابٌ، وعائِلٌ مُسْتَكْبِرٌ). 

والله أعلى وأعلم. 

  ونقدم لكم من خلال موقع هير نيوز، أخبار وتقارير، صاحبة المعالى، منوعات، فن وثقافة، كلام ستات، بنات، هير فاشون، حوادث، رياضة، صحتك، مال وأعمال، توك شو، مقالات، دنيا ودين.