من المعروف عن مصر أنها تضم نخبة جليّة من السيدات اللاتي استطعن كسر القواعد وتحقيق أحلامهن والتمرد على عادات وتقاليد المجتمع والمناضلة من أجل قضايا المرأة، ومن بين تلك النساء علوية زكي، أول مخرجة تلفزيونية مصرية.

 نستعرض في صاحبة المعالي اليوم أهم المحطات في حياة علوية زكي إحدى أهم رائدات الدراما المصرية والعربية.

ولدت علوية زكي عام 1926، وبدأت مسيرتها في العمل التلفزيوني، عملت علوية زكي مع الخبير الأمريكي وليام موور، الذي كان يعمل على البث التليفزيوني، وخلال عملها معه اكتشف الخبير الأمريكي موهبتها التى لم تتوقف فقط على عملها كمترجمة وسكرتيرة، وهو الأمر الذي جعله يختارها كمساعد مخرج وذلك للعمل في مسلسل "صرخة مكتومة".

ولكن بعد رحيل وليام، واجهت علوية زكي الكثير من الصراعات، وذلك بسبب رفض المسئولين العاملين في التلفزيون عمل المرأة في الإخراج، لكنها قررت عدم الاستسلام لذلك الأمر، وطورت موهبتها من خلال عملها كمساعد مخرج وذلك مع كبار المخرجين من بينهم إبراهيم الصحن ويوسف مرزوق، حتى لقبت آنذاك "بالمرأة الحديدية".

تألقت علوية زكي فيما بعد في الإخراج، إذ تمكنت من إخراج مسلسلات وأفلام بمضمون اجتماعي قيم، وسلطت الضوء على قضايا المرأة الملحة من خلال أعمالها المتنوعة، كما أنها من أوائل المخرجات السيدات في التلفزيون المصري منذ افتتاحه.

درست في كلية الآداب لمدة عام ثم سافرت، وبعد رجوعها التحقت بالتلفزيون قبل افتتاحه، حيث سكرتيرة عام 1960 للخبير الأمريكي اللي جاء إلى مصر لتخطيط شئون التلفزيون، وعملت معه كمساعد في مسلسل "صرخة مكتومة" واستهواها المجال. 

كما أنها كانت مهتمة بالمواضيع الجادة، والتي بتقوم بمعالجات عميقة لقضايا المجتمع، من أعمالها الفنية "ليالي الحصاد" و"نهاية الآخرين" و"كريمة" و"أطلال" و"نادية" و"عتبة جديدة" و"اللسان المر" و"إصلاحية جبل الليمون" ليوسف فرنسيس و"هان عليك الحب" و"غريب الحي" و"أنهار الملح" و"النديم" و"المدينة والحصار" و"نهاية العالم ليست غداً" و"ميراث الغضب" و"شمس الخريف"، كما أنها أول امرأة تخرج في مجال الدراما، مع أكثر من 30 مسلسلًا تلفزيونيًا و 7 أفلام

ساهمت في ظهور نجوم شباب أنذاك، مثل أحمد زكي ومحمد منير وعمرو دياب كان ظهورهم الأول معها مهدت الطريق لسيدات أخريات أن يصبحن مخرجات في التليفزيون.

رحلت المخرجة علوية زكي عن عالمنا في عام 2019 عن عمر يناهز 93 سنة.