وكانت النيابة العامة، ورد إليها إخطارا من قوات الأمن يوم الخميس 11 مايو 2023، بالعثور على رفات جثمان طفل في عقار تحت الإنشاء بمركز فارسكور في محافظة دمياط، وتعرف والدة الطفل الضحية على ملابسه، وقالت إن ابنها كان يرتديها عند اختفائه في أبريل 2015، وانتقلت بعدها النيابة العامة إلى موقع العثور على رفات الجثمان، وناظرت بقايا عظام الطفل وملابسه في محل العثور عليها وعاينت المكان. 

كما سألت النيابة والدي الطفل الضحية، اللذين قالا إنهما يشتبهان في وفاة ابنهما جنائيًا، حيث اشتبه الأب في ارتكاب المتهم للجريمة لسبق اتهامه بهتك أعراض أطفال آخرين بالمنطقة، واعتياده التردد على العقارات المهجورة فيها وتحت الإنشاء. 

وسألت النيابة العامة أيضا، المقاول الذي عثر على رفات الطفل المفقود أثناء أدائه لعمله في العقار، حيث قال إنه شاهد بروز لأجزاء من العظام في شقة بالطابق الثالث، وعند استطلاعها عثر على ملابس الطفل، فأبلغ عن ذلك، وعند سؤال مالك العقار، قال إنه لم يسبق له العثور على العظام، بسبب تراكم الرمال ومخلفات البناء في العقار. 

وعند سؤال الجيران الملاصقين للعقار المشهود، قالوا إنهم كانوا يشاهدون المتهم يتردد على ذلك العقار مرات عدة، وكان آخرها منذ شهر مضى، ولذلك طلبت النيابة العامة تحريات المباحث حول الواقعة، والتي أكدت ليلة العثور على الرفات أن المتهم هو من ارتكب الجريمة، وأنه سبق اتهامه في قضايا هتك أعراض أطفال آخرين. 

  

وقررت النيابة العامة ضبط المتهم للتحقيق، وعند مثوله أمامها، اعترف في التحقيقات أنه قتل الطفل المعثور على رفاته، بعدما خطفه بالتحايل، حيث استدرجه إلى العقار محل الجريمة بدعوى شراء الحلوى له، ثم اعتدى عليه جنسيًا وقتله بعد ذلك خشية افتضاح أمره، وخاصة عندما تعالت صرخات الطفل من التعدي عليه، ودفن جثمانه في الغرفة التي عثر على رفاته بها لإخفاء جريمته البشعة. 

وقررت النيابة العامة حبس المتهم بقتل طفل دمياط المفقود احتياطيًا على ذمة التحقيقات، كما انتقلت معه إلى محل الواقعة، حيث أجرى محاكاة تمثيلية فيه لكيفية ارتكابه الجريمة، كما قررت النيابة العامة انتداب الطبيب الشرعي لفحص رفات جثمان الطفل واستخلاص البصمة الوراثية منه ومضاهاتها بتلك المأخوذة من والديه، وجارٍ استكمال التحقيقات.