الخميس 16 مايو 2024 الموافق 08 ذو القعدة 1445
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
ads
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

المفتي: هذه البرامج تحافظ على الزواج وتواجه الطلاق المبكر

الأربعاء 10/مايو/2023 - 11:00 م
الزواج
الزواج

تلقت دار الإفتاء المصرية، سؤالا، جاء فيه: "ما أهمية حضور برامج التأهيل للزواج ومدى الإلزام الشرعي بذلك؟ لأنه انتشر مؤخرًا العديد من الدورات والبرامج التي تساعد وتؤهل المقبلين على الزواج على الحياة الزوجية، فما مدى أهمية هذه الدورات في منظور الشرع الشريف، وهل هناك ما يدعو إلى حضورها والاهتمام بها شرعًا؟". 

 حكم الدورات التأهيلية قبل الزواج

ويجيب عن ذلك السؤال، فضيلة الأستاذ الدكتور شوقي إبراهيم علام، مفتي الجمهورية، والذي قال: ينبغي أن يدرك كل شاب مقبل على الزواج أهمية هذه الدورات التأهيلية وأن يحرص مع ذلك على حضورها هو ومَن ستشاركه الحياة الزوجية، بحيث يتعلما معًا الأسس التي تحفظ لهم حياتهم سعيدة مستقرة؛ ويشرع كذلك لولي الأمر أن يتخذ الوسائل التي تزيد من وعي الناس إلى أهمية هذه الدورات وأهمية حضورها؛ لما في بث الوعي بذلك من تزايد أعداد الشباب التي ستحرص على حضورها؛ ممَّا قد يساهم بشكل كبير في الحد من مشكلة تزايد أعداد الطلاق في مجتمعنا، وكل ذلك ممَّا يستحسنه الشرع الشريف ويدعو إليه. 

 

مكانة عقد الزواج قي الإسلام

حرصت الشريعة الإسلامية على إبراز مكانة عقد الزواج وأهميته، فغلفته ببريق من المعاني الطيبة التي تتألف بها القلوب وتحرص عليها الأنفس، وأحاطته بسياج من الأوامر والنواهي التي تضمن بها نجاحه واستمراره وإثمار أهدافه، إذ إن الزواج في الإسلام ليس فقط شراكة اجتماعية وجسدية وفكرية بين رجل وامرأة؛ بل هو لبنة أساسية في بنيان المجتمع كله فلا ينصلح إلا بصلاحها ولا يفسد إلا بفسادها. 

ولقد حرصت الشريعة على إبراز عددٍ من المعاني الطيبة تتألف بها قلوب الأزواج: 
فمنها: التأكيد على أن صلة الزوجية هي صلة الجزء بكله، والكل بجزئه، فالأصل أن يَحْمِلَ كلٌّ منهما الآخر ويُكَمِّله ويسكن إليه؛ لقوله تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا﴾ [الروم: 21]. 

ومنها: أنها جعلت الأساس الذي تبنى عليه العلاقة الزوجية هو المودة والرحمة؛ إرساء لما في هذين المعنيين من معاني الإنسانية البحتة الخالية من النظرة المصلحية أو الجفوة العاطفية؛ فقال تعالى: ﴿وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً﴾ [الروم: 21]. 

 

إحسانِ العِشْرة

وضمانًا لتطبيق واستمرارية هذه المعاني، أكَّد الشَّرعُ الشريف على إحسانِ العِشْرة بين الزوجين حالَ تحمُّلِ كلِّ منهما لحقوقه وواجباته؛ فقال تعالى: ﴿وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾ [البقرة: 228]. 

وتشديدًا على ما لهذا العقد من قدسية ومكانة، وتقدير واحترام، وصفه الشرع الشريف بأنه ميثاق غليظ؛ فقال تعالى: ﴿وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا﴾ [النساء: 21]، لكي ينبِّه الزوجين إلى أن هذا العقد مستمر ومقاوم للعواصف الأسرية والأزمات الحياتية والصعاب المختلفة، ومحفزًا لهما على أن يأخذا على أنفسهما العهد والميثاق بأن يُحسِنَا العشرة فيما بينهما؛ مصداقًا وتطبيقًا لقوله عزَّ وجلَّ: ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا﴾ [النساء: 19]. 

إلا أن عدم الإحاطة بأهمية هذا الميثاق الغليظ، وما يصاحبه من عدم الاستعداد والتأهُّل المناسب المشتمل على معرفة الضوابط والأسس التي ينبني عليها؛ يُعدُّ من أهم أسباب فشل العلاقة الزوجية والأسرية في السنوات الثلاث الأولى في معظم حالات الطلاق. 

وهذا ما بينته النشرة السنوية لإحصاءات الزواج والطلاق عن سنة 2021م، الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء المصري، من خلال قراءات مؤشرات الطلاق، والتي توضح تزايد حالات الطلاق المبكر في السنوات الأولى للزواج؛ حيث بلغ عدد حالات الطلاق في عام 2021م قرابة 245 ألف حالة؛ من بينها 12% من السنة الأولى، و9% في السنة الثانية، و6% في السنة الثالثة. 

وهذا يؤكد أن الطلاق أصبح من المشكلات جسيمة الخطر؛ سواء على المستوى الأسري، والذي يكون مصيره التفكك، أو على المستوى المجتمعي، والذي تتقوض أركانه من ذلك التفكك وما يترتب عليه من إهمال أو عدوان يزيد الاضطرابات والانحرافات النفسية والمجتمعية، مما استدعى أن تُتَّخذ التدابير الوقائية وفق الوسائل العصرية التي تحقق مقصود الشرع من الحفاظ على رابطة الزواج، وتحصيل مصلحة المجتمع في الحد من نسبة الطلاق، وأول الإجراءات المساعدة على ذلك: بث الوعي لدى المقبلين على الزواج بأهمية الخضوع لدورات تدريبية وتثقيفة تؤهلهم معرفيًّا لهذه المرحلة الجديدة الفارقة في حياتهم، خاصة تلك التي تهتم ببيان ما لهم من حقوق وما عليهم من واجبات، وكيف يمكنهم التعامل مع ما يستجد على حياتهم من مشكلات لم تكن قبل الزواج، إضافة إلى صقلهم بالمعارف والخبرات والمهارات اللازمة لتكوين حياة زوجية وأسرية ناجحة. 

 

أهمية الدورات والبرامج التأهيلية للزواج

بناءً على ذلك: فإنه ينبغي أن يدرك كل شاب مقبل على الزواج أهمية هذه الدورات التأهيلية وأن يحرص مع ذلك على حضورها هو ومَن ستشاركه الحياة الزوجية، بحيث يتعلما معًا الأسس التي تحفظ لهم حياتهم سعيدة مستقرة؛ ويشرع كذلك لولي الأمر أن يتخذ الوسائل التي تزيد من وعي الناس إلى أهمية هذه الدورات وأهمية حضورها؛ لما في بث الوعي بذلك من تزايد أعداد الشباب التي ستحرص على حضورها؛ ممَّا قد يساهم بشكل كبير في الحدّ من مشكلة تزايد أعداد الطلاق في مجتمعنا، وكل ذلك ممَّا يستحسنه الشرع الشريف ويدعو إليه. 

اقرأ أيضًا..

الإفتاء: البكارة ليست شرطا لصحة الزواج و«العقد سليم»


ads
ads