الإثنين 25 نوفمبر 2024 الموافق 23 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

هل يجوز تسمية محل تجاري باسم من أسماء الله الحسنى؟ «الإفتاء» تجيب

الجمعة 28/أبريل/2023 - 04:52 م
دار الافتاء المصرية
دار الافتاء المصرية

تلقت دار الإفتاء المصرية، سؤالا عن حكم تسمية محل تجاري باسم من أسماء الله الحسنى، وهل يجوز ذلك شرعا؟ 

جواز التسمية للأشخاص والأشياء بأي اسم

وأجابت دار الإفتاء المصرية عن ذلك السؤال، وقالت إن الأصل جواز التسمية للأشخاص والأشياء بأي اسم إلا ما ورد النهي عنه، وذكر العلماء أن أسماء الله الحسنى على نوعين: النوع الأول هو ما يختص به تعالى؛ نحو: الله، والرحمن، والخالق، والمتكبر، فهذه الأسماء لا يجوز أن يُسمَّى بها غيره سبحانه (لا الأشخاص ولا المحلات ولا غيرها). 

أما النوع الثاني، ف هو ما لا يختص به تعالى؛ نحو: الرحيم، والبصير، والعدل، والحكيم، والعزيز، موضحة أن هذه الأسماء يجوز أن يُسمى بها غيره، سواء كان شخصًا، أو مسجدًا، أو دارًا، ونحو ذلك من الأشياء التي يُحترم فيها الاسم الشريف ولا يَتعرض إلى الامتهان. 

 

حكم تسمية محل تجاري باسم من أسماء الله الحسنى

وأوضحت دار الإفتاء المصرية، أن تسمية المحلات التجارية ببعض الأسماء التي تُطلق على الله تعالى وعلى غيره، نحو: العزيز أو الحكيم، أمر جائز شرعًا، لكن بشرط الاحتياط والاحتراز مما يمكن من الوقوع فيما يفضي إلى امتهان هذه الأسماء. 

 

حكم التسمية باسم «رحيم وكريم» 

 

وكان الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، قد قال في فتوى سابقة: إن الاسم في اللغة هو ما دلَّ على مُسمًّى؛ كما قال أبو البركات الأنباري في "الإنصاف" (1/ 20، ط. المكتبة العصرية)، والتسمية: مصدر سَمَّى؛ أي: جعل له اسمًا. 

 

 

والأصل هو جواز التسمية بأيِّ اسمٍ، إلا ما وردَ الشرعُ بالنهي عنه أو عن جنسه؛ كأنْ يكون مختصًّا بالله تعالى بحيث لا يُطْلَق إلا عليه سبحانه؛ كاسم "الله"، و"الرحمن"؛ ولذا فلا يجوز إطلاق القول بأنَّ أيّ اسم للهِ تعالى لا يجوز التسمية به؛ إذ إنَّ لله تعالى أسماء مختصةً به كـ "الله" لا يجوز التسمية بها بحال، ولله تعالى أسماء مشتركة يجوز التسمية بها، وقد أطلق الله تعالى على نبيه بعضًا من أسمائه كـ "عزيز" و"رؤوف". 






 

وقد قرّر بعض فقهاء الحنفية جواز التسمية بأسماء الله تعالى المشتركة؛ فجاء في "بريقة محمودية" (3/ 234، ط. الحلبي): [التسمية باسم الله يوجد في كتاب الله تعالى؛ كـ "العلي" و"الكبير" و"الرشيد" و"البديع" جائز؛ لأنَّه من الأسماء المشتركة، ويرادُ به في حق العباد غيرُ ما يراد به في حق الله تعالى]. 


 

وقد جرى عملُ المسلمينَ على التَسْمِيةِ بأسماءِ الله تعالى التي لا تُخْتَصُّ به كـ "كريم" و"مالك" و"مؤمن"، و"رحيم" وغيرها، ولم يُنْكِر عليهم في ذلك أحدٌ ممن يُعتَدُّ بإنكارهم. 


 

وعلى ذلك تكون التسمية بهذه الأسماء جائزة شرعًا، ولا حرج في ذلك. 

ads