الجمعة 03 مايو 2024 الموافق 24 شوال 1445
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
ads
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

شيخ الأزهر: تربية النشء «الرخوة» من أسباب الطلاق

الثلاثاء 11/أبريل/2023 - 08:12 م
الدكتور أحمد الطيب
الدكتور أحمد الطيب

كشف الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، رئيس مجلس حكماء المسلمين، إن علماء التفسير قد بحثوا في أسباب كراهية الزوج لزوجته ومبرراتها، وأنها قد ترجع إلى دمامة الشكل أو سوء الخلق، مؤكدا أن هذين الأمرين لا يصلحان، أو أحدهما، مبررا لفراق الزوجة، فمفارقتها حيال تلك الأسباب تتناقض جذريا مع «المعروف» المأمور به في عشرة الزوجة، وذلك ما لم يبلغ سوء الخلق مرحلة ارتكاب الفاحشة أو النشوز.




برنامج الإمام الطيب 


وأشار الدكتور أحمد الطيب، خلال حديثه اليوم في الحلقة العشرين من برنامج فضيلته «الإمام الطيب»، إلى أن القرآن الكريم يحث الزوج على إمساك زوجته رغم كراهيته إياها، فإنه يكاد يبشره بجزاء يصفه بأنه «خير كثير»، كأن يرزقه الله منها أولادا صالحين، موضحا أن في هذا المعنى ورد قوله صلى الله عليه وسلم: «لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقا رضي منها آخر»، بمعنى: «لا يبغض زوج زوجته بغضا كاملا يحمله على فراقها، بل يغفر سيئتها لحسنتها ويتغاضى عما يكره لما يحب».

وأكد شيخ الأزهر أن الأسرة التي تبنى على محاور السكن والمودة والرحمة والصبر الجميل لا تسمح أخلاقياتها باللجوء إلى «الطلاق» أو «الانفصال»، اللهم إلا لجوءا كلجوء المضطر لأكل الميتة، حين تصبح الفرقة رحمة إذا ما قيست باجتماع طرفين متدابرين: عقلا وقلبا وعاطفة.



أسباب الطلاق 


وأشار الإمام الأكبر إلى أن هناك العديد من أسباب الطلاق التي يمكن رصدها في عصرنا الحالي والتي من أبرزها:-

أولا: تربية النشء تربية رخوة، وتعويدهم على الهروب من الواقع إلى الخيال، وترسيخ الكسل الفكري والعجز عن مواجهة المشكلات وحلها، والاعتماد على الوالدين في كل صغيرة وكبيرة: يفكرون لأولادهم، وبما يوافق أهواء الولد أو البنت، موضحا أن السبب الأكبر هنا تتحمله الأم، لأنها كثيرا ما تختلط عليها الحدود بين ما هو مجال للعواطف، وما هو مجال للتربية والتأديب، وهو مجال مختلف كليا عن مجال العاطفة، مؤكدا أن التعامل في مجال التأديب بأساليب العاطفة يزيف وعي الطفل بحقيقة الحياة، ويحجب عنه رؤيتها على حقيقتها، وأن فيها الحلو والمر، وليس فقط كل ما يشتهيه ويرغب فيه.

ثانيا: غياب التعود على التفكير العقلاني، أو ذو حضور ثانوي في مشروع الزواج، حيث يكون الحاضر عادة في هذا المشروع وبخاصة في فترة التعرف والخطوبة هو: الأحلام الطائرة والشاردة، وتصديق الوهم والخيال، وبناء عالم من التصورات يشبه «الجنة» أو «الفردوس المنتظر»، موضحا أن هذا العالم سرعان ما يختفي، ليفاجأ الزوجان أنهما أمام عالم مختلف لم يحسبا حسابه ولم يتحسبا له في قصر الأحلام.

ثالثا: الأعباء المالية التي يتحملها الزوج، والتي تجعله يتساءل بعد ما يفيق: هل ما أنا فيه كان يستحق كل هذا الإرهاق المادي والمعنوي؟

رابعا: خفة الوعي بالمسؤولية الدينية في موضوع الطلاق، وهذا السبب يتحمل مسؤوليته العلماء والمفتون، واضطراب الفتوى، وتوارث أحكام شرعية مجتزأة ومبتورة.

خامسا: ما يحمله الزوج من عادات درج عليها وهو في عائلته قبل الزواج، مما يتنافى مع مقتضيات الأسرة الجديدة وواجباتها، مثل عادة السهر خارج المنزل مع الأصدقاء وترك الزوجة وحيدة دون أنيس في منزل الزوجية الجديد، وهو أمر لم تعتده من قبل في أسرتها، وما تموج به من مظاهر الأنس والسمر، مضيفا أن مثل ذلك أيضا ما يحمله الزوج من عادات أخرى كعادة المصروف الشخصي المستقل، والاعتماد على أسرته في كل ما يتعلق بإعداد شؤونه الخاصة، والذي يلقي به فجأة على كاهل زوجته دون أية مساعدة أو مشاركة تشعرها بوجوده معها.



أسباب كثرة حالات الطلاق


ولفت شيخ الأزهر إلى أن هناك سبب خفي يؤثر على العلاقة بين الزوجين ولا يتنبه له كثير من الأسر، وهو ما يحدث حين ترزق الأسرة الجديدة طفلا، حيث تتحول عاطفة الزوجة وأسرتها وأسرة الزوج تحولا كاملا نحو الضيف الجديد، وما يتبع ذلك من تحول الاهتمام بالزوج إلى الدرجة الثانية أو الثالثة، وما يترتب عليه من إهمال ثم من شعور بالاغتراب يتسرب إلى مشاعره شيئا فشيئا ويدفعه إلى البحث عن الرعاية والاهتمام خارج محيط الأسرة، بل كثيرا ما يتسرب لنفس الزوج الذي أحيل إلى الدرجة الثانية من الاهتمام شعور يشبه شعور الغيرة من هذا الطفل الذي ينافسه في حب زوجته ويغلبه عليه.


اقرأ أيضًا..

ads