رمضان 2023| عودة المهاجرين وإفطار الشارع عادات رمضانية في إثيوبيا
الإثنين 27/مارس/2023 - 01:31 م
وائل كمال
تترقب إثيوبيا وصول الآلاف من مغتربي المجتمع المسلم للبلاد ضمن برنامج "من العيد إلى العيد" للقدوم والاحتفال بعطلة عيدي الفطر والأضحى في البلاد.
عند مطعم شعبي في شارع مكتظ وسط مدينة "ديسي" بإقليم أمهرة (شمالي إثيوبيا)، جلس عمر حبيب القرفصاء حيث بدا منهمكا في ترتيب الوجبات الغذائية، تمهيدا لإيصالها إلى شارع بياسا حيث سيقام الإفطار الرمضاني الأول من نوعه بالمدينة.
وما إن وصل عمر لموقع الإفطار حتى انخرط مع عشرات الشباب الذين ارتدوا سترات صفراء، وشرع بعضهم في تنظيف الأرضية الإسفلتية الممتدة بين شارعي بياسا وشل، في حين تكفل آخرون بفرش السفر البلاستيكية، ليقوم عمر ومجموعته بوضع المأكولات عليها.
يعد عمر واحدا من عشرات المتطوعين الذين جاءوا من مناطق مختلفة إلى مدينة ديسي حيث مسقط رأسه، لينال شرف المشاركة في أول إفطار بالشارع تقيمه المدينة، حسب ما قاله للجزيرة نت، مشيرا إلى أن "الإفطار يعكس صور التكافل بين السكان عبر إطعام الفقراء وعابري السبيل، فضلا عن دوره في تعزيز التسامح، إذ يشارك في الإفطار مواطنون من أتباع الديانات الأخرى".
أكبر إفطار رمضاني
إفطار الشارع بمدينة ديسي الذي حظي بمشاركة المئات ليس المأدبة الرمضانية الأولى التي شهدتها إثيوبيا هذه السنة، إذ سبقته إفطارات مماثلة، وذلك في ظاهرة جديدة لم يتعود عليها الإثيوبيون.
وباتت الظاهرة ملفتة بعدما غزت عددا من المدن الإثيوبية التي بدأ سكانها التنافس بينهم للفوز بلقب أكبر إفطار رمضاني، فلا يمر يوم إلا ويتناقل رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورا ومقاطع لإفطار شارع يقام هنا أو هناك، وهو ما مثّل حافزا لسكان كل مدينة للاحتذاء والاقتداء بهذه المبادرة.
النائب في البرلمان الإثيوبي محمد العروسي قال إنه "لا يمكن فصل هذه الظاهرة عن التحولات والمتغيرات السياسية التي شهدتها البلاد خلال السنوات الماضية، والتي أحدثت انفتاحا في الفضاء العام، تمكن من خلاله مسلمو البلاد من تعزيز مكتسباتهم الحقوقية".
وأشار في تصريحات صحفية إلى أن الظاهرة تأتي من باب التنافس في الخيرات الذي يتعزز مع شهر رمضان، وهي فرصة عظيمة لمسلمي إثيوبيا للعمل من أجل المصلحة العامة، ذلك أن الانفتاح الذي تعيشه إثيوبيا يعد دليلا على إرادة سياسية ترمي إلى ضمان الحقوق للمواطنين كافة، من دون النظر إلى انتماءاتهم الدينية.
التبرع لدعم الأيتام
لم تقتصر الظاهرة على أدوارها الخيرية كما قال مدير جمعية أبي ذر للأيتام جمال عبدة، مشيرا -في حديثه للجزيرة نت- إلى أن "إفطار الشارع الذي أقيم بمدينة باتي (شمال شرقي البلاد) مثلا كان فرصة لتحفيز سكان المدينة على التبرع لدعم الأيتام الذين تكفلهم الجمعية، كما أسهم في تسليط الأضواء وخلق وعي اجتماعي لما يعانيه الأيتام وضرورة دعمهم المستمر".