الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق 19 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

جنون البقر والكورو.. أمراض تصيب آكلي لحوم البشر في أفريقيا

الأحد 18/ديسمبر/2022 - 11:57 م
هير نيوز


صدق أو لا تصدق، فإن أكل لحوم البشر ليست أسطورة أو خرافة، ففي مرتفعات بابوا، غينيا الجديدة، ظهرت عادة مرعبة بين قبائل السكان الأصليين، وهي "أكل لحم المتوفى"!.. نعم إنها عادة من عادات بعض القبائل التي تعتقد بأنها هكذا تقوم بتكريم الموتى، ولكن تلك العادة أسفرت للبشرية عن مرض خطير وهو الكورو، والذي عُرف بين الحيوانات بعد ذلك بمرض "جنون البقر".. فما هي القصة؟!

مرض الكورو وعلاقته بأكل لحم المتوفى




مرض الكورو، هو مرض بريوني أصبح نادر الوجود في تلك الأيام، ويعتقد الخبراء بأنه ظهر بسبب أكل لحوم وأعضاء البشر. وانتشر ذلك المرض بين سكان مرتفعات بابوا الأصليين بسبب عادة أكل لحم المتوفى (أجزاء من الجثث).

ظهر مرض الكورو في بداياته في جزيرة بعيدة شمال أستراليا يسكنها قبائل بدائية، كانت تعتقد كل قبيلة أن هناك قبيله أخرى تمارس ضدها السحر الأسود، ولكن كان للمختصين رأي آخر حيث إنهم كانو يعتقدون أنها مُجرد ارتباكات ذهنية، وتتلخص أعراض المرض التي تظهر على البشر كالتالي: 

المشي بشكل مُترنح
ضعف الاستجابة 
ارتباك
صعوبة في الكلام 
حركات لا إرادية 
رعشة في الأطراف 
جروح عميقة في الجسم ولا تلتئم

ومن الشائع كان ظهور المرض بنسبة أكبر بين النساء والأطفال، لأنه وفقًا للطقوس كانت تقدم أدمغة الموتى لهم وهي مناطق شديدة العدوى أكثر من غيرها.


الكورو مرض بريوني يؤدي للوفاة




تتدهور حالة المريض بمرض الكورو، حتى يتوفى ومن الغريب أن ذلك المرض لم يكن مرض نفسي أو عصبي وإنما هو مرض وراثي ينتشر عن طريق "بروتين مشوه" ومسبب للعدوى التي تُسمى "Prion Hypothesis"، وهذا البروتين قادر على التغلب على ارتفاع درجة الحرارة الشديدة، وانخفاض درجة الحرارة الشديدة، وأشد أنواع الإشعاع وأكثر المواد الكيميائية ضررًا.

وعندما تحاول الخلية الحية بجسم الإنسان التغلب عليه وتدميره كأي بروتين ضار آخر، لا تستطيع التحكم بذلك، ويهرب البروتين منها بل ويحاول أن يحاول تحفيز البروتينات الأخرى على التحول أيضًا. ولم يرصد الخبراء لذلك البروتين الضار إشارة خارجية أو تعليمات معروفة تحثه على التحول.



حتى الآن لم يتوصل الطب لسبب تحول البروتين المفاجئ والمعروف أن أكثر الأنسجة التي يقع عليها الضرر هي الأنسجة العصبية. ويعتقد الخبراء أن مرض كورو بدأ عندما جرى أكل نسيج ملوث بالبريونات من شخص مُصاب بداء كروتزفيلد ياكوب.


جنون البقر




تكرر الأمر في الثمانينيات والتسعينيات، ولكن مع البقر وسُمي مرض "جنون البقر"، وذلك أخاف العالم كله حيث تم اكتشاف أن مُرابين تلك البقر كانوا يطعموهم لحم لا يصلح للطعام أو الاستخدام الآدمي لذلك كان يظهر على الأبقار عدة أعراض منها فقد للتوازن وسلوكيات عدوانية كما يحدث غيبوبة ومن ثم الوفاة.

وتشابه مرض جنون البقر بمرض الكورو والذي لم يتوصل الطب لحل لكلاهما إلى الآن بل استطاع الوصول إلى علاج للتخفيف من الأعراض.

ads