الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

مقتل الشاب سيف في مشاجرة.. والأم: السلاح دخل قلبي

الثلاثاء 29/نوفمبر/2022 - 05:22 م
هير نيوز

في منطقة عمرو بن العاص بأحد الأحياء الشعبية بحي الزهور، وداخل منزل بسيط كانت تعيش أسرة بسيطة وسط دفئ عائلى لا تريد أكثر من ذلك، يعمل كل أفرادها لأجل العيش، ولايزال الأب بالرغم من عمل أبنائه الثلاثة يعمل "سباك" بالمنازل من أجل تربيتهم ومساعدتهم في المعيشة، ولم يجد من بين أبنائه من يساعدة سوى الابن الذي قُتل غدرًا ببورسعيد، سيف علي، 17 عاما إلا أنه كان يتحمل مسئولية الرجال، فلا يكتفي فقط بالعمل مع والده مساعدًا لسباك والذي يقوم به بعد خروجه من يومه الدراسي، إلا أنه يستكمل اليوم في مهنة الفاير شو في الحفلات والأفراح.



ساعد سيف والده في حرفة السباكة، ولم يذهب للمنزل بل طلب من والده أن يوصله إلى مكان عمله الثاني في الفاير شو بالحفلات، وذلك بنطاق حي الشرق، وذهب الأب لرعاية أمه القعيدة، وبعد أن جهز سيف الأجهزة ذهب إلى المنزل لتناول وجبة سريعة، ليعود لمتابعة الحفل، وفي طريق عودته وجد مشاجرة من بين أطرافها أحد أصدقائه فنزل مع على الدراجة النارية لإنهائها فتلقى طعنة نافذة بالقلب أودت بحياته في الحال.

هنا تلقى الأب خبر مقتل نجله، الذي خرج من البيت بعد أن تناول الطعام للبحث عن لقمة عيش من الحلال، فهرول إلى المستشفي ليجد نجله قد تم إيداع جثمانه بالثلاجة، ويظل أمامه حتى يأتي الطب الشرعي ليسمع صوت شنيور يقطع عظام الضحية، ثم يذهب به إلى المقابر ليودعه.
 
ويستكمل والده أنه انهار خلال فتح الأموال التي كان يجمعها من أجل الخطوبة، وكان يضعها في شنطة بسيطة غير مرتبة من أجل مستقبله، وقال: والله شميت ريحة المسك وهما بيشرحوا ابني.



ويوضح الأب، أنه بمجرد وقوع الحادث ألقت الأجهزة الأمنية القبض على المتهمين، وحصلت على فيديوهات من كاميرات المراقبة للواقعة، وحققت وأمرت جهات التحقيق بحبس 9 متهمين، وكشف أنه شهد فيديو لنجله يثبت أنه لم يكن في مشاجرة وكان مسلمًا رافعًا يديه لأعلى يطالب بالسلام ويحاول منع الشر، ولم يكن يعلم أن سلاحًا أبيضًا سوف يستقر في قلبه ويودي بحياته.

وقالت أم المجني عليه: السلاح ما دخلش في قلبه لا والله دا دخل في قلبي أنا ومش هنام ولا هيرتاح قلبي واللي قتل ابني عايش، وقالت أنه كان يجمع بين مدرسته والعمل في حرفة السباكة مع والده، وكان يجمع القرش على الآخر من أجل الخطبة من فتاة يحبها، وكان دائمًا يقول لها: لازم أشقي علشان أكون نفسي يا أمي.

وأضافت: عمره ما سابني أنام زعلانه ولو حد زعلني ياخدني في حضنه يصالحني، ولو أكل حاجة حلوة لازم يجيبلي منها ويقولي خدي يا ماما، وأوضحت أنه كان دائمًا يترك الأموال التي يحصل عليها من العمل معها، ولكنه في يوم وفاته قال لها أصرفي على جنازتي من تحويشة الخطوبة، ولم تكن الأم تعلم أن نجلها يتوقع موته.

ونوهت، بأنه كان إنسان مسالم، وكان له قط مرتبط به كما أنه كان يربي العصافير والحمام، والذي يفعل ذلك إنسان، وعلقت: ابني خارج من البيت رايح يسعى على لقمة عيشه كان حاسس وقالي تحويشة الخطوبة لو مت ابقى أصرف منها على دفنتي.

وأشارت إلى أنه قبل ساعات من وفاته كتب سيف عبر صفحته الشخصية: وصيتي وقرار مني لما أموت ما تقفلوش أي حاجة لي عشان أفضل موجود بينكم وحتى لو نسيتوني فيسبوك بيفكركم بيا يوم عيد ميلادي ادعوا لي بس وأمانه عليكم ما تدفنونيش بالليل أبدا مهما حصل وبعد ما تدفنوني خليكم قاعدين جنبي شوية لحد ما تعود على المكان اقرأوا سورة يوسف وياسين على قبري وشغلوا قرآن كثير ومتعيطوش عارف هيبقى غصب عني بس قولوا الشهادة وادعوا لي بالثبات عند السؤال، واللي بيحبني يهديني بالصدقة، الوقت هيمر وهتنسوا بس وقت ماجي على بال حد ويفتكرني يقرأ ليا الفاتحة، ربنا يجعلني من أهل الجنة ويغفر لي، ومش عاوز حد يكون زعلان مني، ولو زعلت حد مني في يوم حقكم علي أنا والله بحب كل الناس ومقصدش أزعل حد، أنا أسف لأي حد زعلته أو ضايقته، انا قررت أنزل كل ده لأن فعلا العمر يا جماعة مش مضمون. 

وكان حي الزهور بمحافظة بورسعيد قد مشاجرة نشبت بين مجموعة من الأشخاص، وتسببت في مقتل أحدهما وإصابة آخر إصابات خطيرة.



واستقبل مستشفى الزهور عن طريق الإسعاف شخصين مصابين نتيجة اعتداء من آخرين، وتبين أنهما سيف علي علي، 17 عامًا، ومقيم بعمرو ابن العاص مصابا بجرح نافذ بالصدر وتوفي المصاب داخل المستشفى أثناء عمل الإسعافات الأولية، والتاني يوسف عبده، 18 عامًا، مصابا بجرح نافذ بالبطن والحالة العامة سيئة.

اقرأ أيضًا..

الكلمات المفتاحية
ads