تفاصيل جديدة في مصرع عروسين بعد 48 ساعة من زفافهما
الخميس 24/نوفمبر/2022 - 05:22 م
محمد علي
عاش مينا وماريا إلى جوار بعضهما ساعات فقط، لم تختلف وجوه المعازيم في حفل الزفاف، عن تلك في مراسم تشييع الجثمان ولم يمر بين الفرح والحزن الكثير ولكن ساعات محدودة، ولم تتبدل الأعناق التي حملت العروسين، وسط وصلات من الرقص والغناء، عن مثيلتها التي حملت النعشين، وسط دموع وصرخات أسرة العروسين، فالأشخاص أنفسهم والمناسبة مختلفة، والقاتل الخفي تسرب من ماسورة الغاز، وربض برئتيهما، فما انفك عنهما حتى قضى على أحلامهما وآمال أسرتيهما، قبل أن تولد.
العروسان مينا وماريا جمعتهما قصة حب كانت مثار حديث العائلتين والأهل والأصدقاء، انتهت بالزواج، فتم زواجهما داخل كنيسة عين شمس، وسط بهجة لم تخل من آلام الفراق للعريس، الذي فقد شقيقه ملاك منذ شهرين في جريمة قتل ارتكبها صاحب العقار في حق الأخير، لكنه حاول تناسي الماضي، وفتح صفحة جديدة في مستقبل ظن أن يبتسم له، لكن خاب أمله وأمل رفيقته، وانتقلا سويا إلى الرفيق الأعلى، وكأنهما تعاهدا على العيش معا والرحيل سويا.
لم يمر على زواج العروسين سوى 48 ساعة، حتى غطا في ثباتهما العميق في الليلة الثانية، ولم يفيقا منه تارة أخرى، فربما نست العروس محبس الغاز دون إحكام إغلاقه، أو أن المعني بالتوصيل لم يتقن عمله على ما يرام، وهو ما ستكشف عنه التحقيقات، فتسرب الغاز بينما العروسان قد دخلا في نوم عميق، وتسلل إلى رئتيهما حتى امتلئتا منه، فاختنقا ولم يقو أي منهما على إنقاذ الآخر، فالمصاب واحد والألم لم يختلف والنهاية أصبحت محتومة، وسط تواجدهما بمفردهما داخل مسكنهما بمدينة السلام بالقاهرة.
بدأت الأسرتان تقلق على غياب وتأخر العروسين، لكنهما كان قد راودهما تفكيرا في حاجتهما إلى الاختلاء ببعضهما البعض في أول أيام الزواج، فلم يتصلا بهما لكن غيابهما المستمر جعل أفراد الأسرة تقلق، وتحدثوا مع بعضهم ليذهب البعض ويتوصلان إليهما، وبالفعل توجها إلى مسكنهما واقتحما الباب، فلاحظا رائحة الغاز تسري بين أروقة الشقة، فهرولوا إليهما فوجدوهما ملقيان على سرير الزوجية، جثتين هامدتين بلا حراك، وجوههما داكنة، وجسديهما باردين، فنقلوهما إلى المستشفى، أملا في إنقاذهما، ولكن دون جدوى، وانتقل العروسان من زفاف الأرض ليكملانه في السماء، وتركا خلفهما الحزن والألم لأسرتيهما.
وسيطرت علامات الحزن والألم على الحاضرين أمام كنيسة مار جرجس في أثناء مراسم تشييع الجنازة، التي حضرها الآلاف، وسط حالات من الانهيار والاغماءات، وسيل من الدموع العبرات، حتى دفنا بمقابر العائلة بمنطقة الخصوص بالقليوبية.
اقرأ أيضًا..