محمد الدريدي يكتب: القبيحة وجميلات الوجه

لا يعد قبح الشكل أو جماله مقياسًا للجمال الحقيقي للفتاة، فليست كل فتاة لم يتح لها القدر أن تصبح من جميلات العالم، أن تنعت بصفة القبح، وليس كل فتاة جميلة، فهي تتصف بالجمال الحقيقي النابع من أخلاقها وروحها بالداخل، فيوجد حولنا كثير من الفتيات اللاتي من النظرة الأولى لها ستشعر أنها ليست "جميلة الملامح كما يقولون"، ولكن حين تجلس معها وتشعر بها وتتحدث معها، ستجد أمامك أجمل الجميلات في الحياة؛ كون روحها تفيض بجمالها الحقيقي.

وفي رأيي تلك هي الفتاة التي يجب أن تصنف بأجمل نساء العالم، وفي وقت آخر حين تلتقي بفتاة قادمة من على بعد خطوت، تشع بنور وجمال صافِيَيْن لن تراه في أغلب النساء اللاتي يوجدن حولك، ستشعر حينها أنك قابلت أجمل نساء العالم، ولكن تتغير فكرتك عنها حين تجلس معها وتسمع صوتها حين تضحك، ستشعر أنك لا تطيق الانتظار للاستماع لها، وستجد في النهاية أنها لم تحتج كل تلك الضجة التي حدثت بداخلك، وستشعر أنها  فتاة سيئة الروح وغير قابلة للتعامل معها، تلك الفتاة تنظر لحالها بأنها مختلفة عن غيرها من الفتيات اللاتي لا يتمتعن بصفة الجمال اللاتي حُزْنَ عليها، ولكنها لا تعرف أنها في الحقيقة سيئة الحظ أكثر من الفتيات اللاتي لم يحالفها أن تأخذ من جمال الشكل جزءًا كغيرها.

لكِ أن تعلمي أن الحظ لم يسئ لكِ وتظنين أن هناك من هم أجمل منكِ، فليست كل الفتيات الجميلات جميلات بحق، وليست كل فتاة تشعر أنها أجمل من الجميع، فهي واقعيًّا لا تتصف بالجمال الحقيقي "جمال الروح" الذي نادرًا وأن تلقاه بشخص على مر حياتك، فجمال الروح أجمل بكثير من جمال الوجه، وتقبلك لمظهرك أكثر الأشياء التي تعزز قيمتك وتشكل روحك الطيبة الجميلة، ولن تريها في الفتيات الأخريات اللاتي يرين أنهن جميلات،فأنتِ لا تعلمين ما تواجهه تلك الفتاة وتفعله حتى تشعر بحالها أنها الجميلة وسط الأقل جمالًا، فكوني أنتِ جميلة الروح واتركي لهم جمال الشكل.