هاني جميعي يكتب: «Deep Water».. عندما تحمي حبك بالقتل

كثيرون هم من يعيشون قصص الحب بكل وجدانهم وأحاسيسهم، سواء كان هذا الحب بعد الزواج أو قبله، فالأمر عندهم سيان الحب من أجل الحب، إلا أن ما تناوله مؤلف فيلم «Deep Water»، انتهج نهجا غريبا وضع بطل الفيلم في موقف القاتل المدافع عن حبه.

«Deep Water»  أو «مياه عميقة»‏ فيلم أمريكي إنتاج 2022 من إخراج أدريان لين، بطولة بن أفليك، والجميلة آنا دي أرماس، وقصته تستند إلى رواية تحمل نفس الاسم للكاتبة باتريشيا هايسميث، سيناريو زاك هيلم، وسام ليفينسون .

المُشاهد يلاحظ من المشهد الأول أن الزوج يعيش حياة غريبة مع زوجته، ويسمح لها بإقامة علاقات مع آخرين، وذلك في سبيل الحفاظ على زواجهما، ومع اختفاء هؤلاء العشاق الواحد تلو الآخر، تدرك الزوجة وأصدقاؤهما أن الزوج هو المتهم باختفائهم أو بقتلهم.

بطل الفيلم أو الزوج يحمل بداخله مشاعر مختلفة بين حبه الشديد لزوجته لدرجة عدم قدرته على الانفصال عنها، وبين رفضه الصامت والغريب لكل علاقاتها مع رجال آخرين، كونها من مجتمع مختلف عن مجتمعه وثقافة مختلفة تؤمن بالحرية غير المقيدة لأبعد حدودها، وترفض كل ما يكبل أو يعترض هذه الحرية.

الزوج دائما صامت أمام علاقات زوجته الغرامية، إلا أنه لم يجد بدا من قتل كل رجل تحبه أو تقيم معه علاقة تحت اسم الحرية والثقافة المنفتحة كونها من أمريكا اللاتينية، وتستغل كل مناقشة حتى تقول ذلك بصورة مباشرة أمامه بأن بلده أمريكا تخشى من الثقافات المختلفة ومن الانفتاح على هذه الثقافات أو تغلغلها في المجتمع، فاستغل من القتل حلا لإرضاء ومواساة نفسه، وللإبقاء على حبه المتمثل في زوجته، حتى تقتنع في نهاية الأمر بأنه قتل وفعل ذلك من أجلها.

المخرج يظهر من خلال الفيلم إسقاطات كثيرة على مدى تقبل أمريكا للانفتاح على الثقافات المختلفة، وأيضا رفضها دخول اللاجئين خاصة من المكسيك، وخوفها على تأثر هويتها بهؤلاء، وذلك من خلال قصة الفيلم التي تسببت في جدل كبير بين الجمهور والنقاد بين رافض لسلوك الزوجة، ومؤيد لها من قبيل التحضر والانفتاح اللامحدود.

يبقى أداء بطلي الفيلم بن أفليك وآنا دي أرماس، اللذين قدما دورين من أجمل ما يكون، بغض النظر عن تأثر الجمهور بشخصية الزوج المغلوب على أمره الذي يحاول الحفاظ على حبه بأي وسيلة حتى ولو على حساب كرامته، أو الزوجة التي استغلت جمالها وصداقاتها لتحقيق رغباتها حتى ولو على حساب زوجها وابنتها.