نهى الطالوني تكتب: المتعة الزائفة
كثيرون يقعون في هذه المتعة الزائفة دون وعي
بأنها قد تكون الكارثة التي تجعلهم يعيشون في ندم شديد وألم عميق وجرح لا يلتئم.
قضايا عديدة بدأت تطفو على الساحة تتمثل في
إستغلال المرأة ماديًّا ونفسيًّا وجسديًّا من خلال مواقع التواصل الاجتماعي والتي
ساهمت بشكل واضح في ظهور أزمات أخلاقية لم تطرح إعلاميًّا من قبل ولن تنل العرض
مسبقاً.
وما يتبع هذا الاستغلال من إيذاء نفسي أو
جنسي لا تدركه المرأة في بداية علاقتها الإلكترونية بشخص مجهول لها شكلاً وهوية!
إحقاقًا للحق ودون تحيز فمثل هذا الشكل من
العلاقات لا يمكن أن يحدث ويتطور بدون رضى الطرفين باختلاف نواياهما تجاه بعضهم
بعضًا، فلا يمكن أن نرى المرأة دائماً هي الضحية وأن الرجل هو المخطئ باستغلالها وابتزازها
طوال فترة العلاقة.
ما بني على باطل فهو باطل وكلاهما في حد
الخطأ سواء
المصير المحتوم بيكون توقف العلاقة عند
مستوى خطير لا تستطيع المرأة تجاوزه وبفطرتها الأنثوية تلجأ لبعض الحيل لاسترداد
ما تسميه حقها، وهو ما يفقدها ما تبقى من كرامتها عند إثارة البلبلة والتشهير
بنفسها، هذا ما يجعلها مادة للسخط والسخرية، مشاراً إليها أصابع الإتهام بطبيعة
الحال داخل مجتمعنا الشرقي
فلا يصح إلا الصحيح.
القضايا الأخلاقية الإلكترونية تتطلب
التوعية بشكل أقوى من الأساليب التقليدية المتبعة، فلا بد أن يتم مواجهتها بما
يناسبها من آليات متطورة والتركيز على كيفية توعية الفتيات والشباب عند رغبتهم في
تكوين علاقات عاطفية.
وكيفية إدارة حاجتهم لتلك العلاقات التي
يسعون إليها لكي يشبعوا النقص العاطفي الذي يعانون منه، وخاصة المرأة التي يتم استغلالها
بسبب مأساة مع تفكك أُسري أو حرمانها من علاقة عاطفية آمنة أو بسبب معاناتها مع تجربة
زواج فاشلة؛ حيث تلجأ لتلك العلاقات المبهمة من أجل إشباع غريزتها وعاطفتها.
الشخصيات التي لا تتمتع بأبسط حقوقها من
السهل جدًّا استغلالها، وتكمن خطورتها في تأثيرها على بناء جيل صلب لسنوات قادمة فاحذروا
تخطي الخطوط الحمراء للطبيعة البشرية.