«نار الغيرة».. جرائم الأطفال كارثة تهدد المجتمع وأخصائيون يعلقون
الخميس 06/أكتوبر/2022 - 09:16 م
هويدا علي
ظهرت في الفترة الأخيرة جرائم من نوع غريب، وهي طفل يقتل شقيقه أو شقيقته بسبب الغيرة، لأن الأم تفضل أحدهما على الآخر، وهذه الكارثة تهدد تماسك المجتمع إذا زادت وأصبحت ظاهرة.
ويستعرض «هير نيوز» في السطور التالية بعضًا من هذه القضايا وسببها وطرق مواجهتها..
طعنت شقيقتها بسبب الغيرة
تمكن رجال المباحث الجنائية بمديرية أمن بنى سويف من كشف غموض العثور على جثة الطفلة "ر.م.ع" 8 سنوات، وبها عدة طعنات داخل منزل أسرتها بقرية أبويط التابعة لمركز الواسطى شمال المحافظة، حيث تبين أن شقيقتها وراء الواقعة.
وأثبتت التحريات الأولية والتى أشرف عليها العميد منصور الدغيدى رئيس المباحث الجنائية بمديرية أمن بنى سويف، والرائد محمد محروس رئيس مباحث مركز شرطة الواسطى، أن شقيقتها الكبرى، تدعى "س.م.ع"، عمرها 15 عاما، هى من قامت بطعنها 11 طعنة وإنهاء حياتها بسبب الغيرة.
طفل يذبح شقيقه أثناء اللهو
شهدت منطقة الهرم بمحافظة الجيزة سبتمبر الماضي، حادثا هز مشاعر المواطنين وهو مقتل طفل على يد شقيقه، خلال اللعب، حيث اعتدى عليه بسلاح أبيض.
تلقت غرفة النجدة بالجيزة بلاغا يفيد بوفاة طفل ذبحا متأثرا بإصابته بجرح نتيجة الاعتداء عليه بسلاح أبيض بمنطقة الهرم، وبإجراء التحريات تبين أن الطفل المجني عليه يبلغ من العمر 5 سنوات اعتدى عليه شقيقه الأكبر بسلاح أبيض خلال اللعب.
وكشفت تحريات رجال المباحث بمديرية أمن الجيزة أنه حدثت وصلة مزاح بين شقيقين، فقال الشقيق الأصغر لشقيقه: "أمي تحبني أكثر منك" خلال اللعب بمسكنهما، ما أدى لغضب شقيقه وشعوره بالغيرة، وبدون أن يشعر أمسك بالسكين وقام بنحر شقيقه، وأكدت التحريات أن الطفل لم يقصد قتل شقيقه، وتم التحفظ عليه، وإيداعه إحدى دور الرعاية لتحسين سلوكه.
طفلة تقتل شقيقها بمفك
شهدت منطقة مدينة نصر واقعة غريبة أثارت الجدل، بعدما أنهت طفلة حياة شقيقها بـ"مفك" بسبب التشاجر على "ريموت التلفزيون"، حيث جاءت الأم وأعطته للمجني عليه ونصرته على شقيقته فشعرت الطفلة أن الام تفضل شقيقها وأن هذه ليست المرة الأولى، فلم تشعر الطفلة إلى وهي تأخذ مفك وتطعن شقيقها به وعلى الفور لفظ أنفاسه الأخيرة، وأمرت النيابة وقتها بإيداع الطفلة إحدى دور رعاية ثم أمرت بتسليمها لوالدتها.
الطب النفسي يعلق
يقول الدكتور خالد كمال استشاري الطب النفسي التربوي: "لا شك أن التفرقة في المعاملة بين الأبناء لأسباب لا يد لهم فيها مثل لون البشرة، مستوى الجمال، الذكاء، أو حتى التفوق الدراسي تؤثر سلباً على نفسيتهم ما يعرضهم لأمراض سلوكية عديدة، ويزداد الوضع سوءا بعقد مقارنات مستمرة بين الصغار وإشعار أحدهم بالفشل الدائم والنقص ما يعرض هذا الطفل أو الطفلة لنوبات حزن عميقة تجعله يبكي دون أسباب وقد ينعزل اجتماعياً، ويوم تلو آخر تتراكم داخله مشاعر عميقة بالكراهية والعدوانية تجاه أشقائه".
ولفت الأخصائي النفسي لـ"هير نيوز" إلى أن تلك العدوانية تظهر في سباب أو ضرب وأحيانا يصل الأمر إلى الرغبة في التخلص من هذا الأخ أو الأخت، لذلك ينصح الأسر بتجنب التمييز بين الأخوات حتى لا يزرعون الغيرة بين صغارهم ويندمون على فعلتهم بعد فوات الأوان.
رأي الأزهر
وأكد الشيخ أحمد سمير، من علماء الأزهر الشريف، أن الأولاد أمانة عند والديهم ونعمة عظيمة امتن الله بها عليهم، فكما جاء في الحديث الشريف "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته".
وأضاف: "ينبغي على الأبوين أن لا يفرقوا بين أبنائهم في التربية والمعاملة حتى لا تنشأ قلوبهم على الحقد والكراهية لبعضهم ويستحب أن يكون هناك عدل ومساواة بين الأولاد فى المعاملة فلا نجور على أحد ولا نحابي أحدًا منهم حتى لا تحدث فجوة بينهما".
اقرأ أيضًا..