لا يخفى على أحد المنزلة الكبيرة التي أعدها الله تعالى للشهداء الذين استشهدوا في سبيله، وفي سبيل الدفاع عن الأوطان، ولكن لا نعلم عظم هذه المنزلة.

فالله تعالى قال في كتابه الكريم: "وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ"، فهذه الآية وما جاء بعدها تبشر كل من استشهد في سبيل الله بأن له الجنة، وأنهم أحياء عند ربهم يرزقون.

منزلة الشهداء

فأول من يدخل الجنة هم الشهداء، لما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عُرِضَ عَلَيَّ أَوَّلُ ثَلاثَةٍ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ: شَهِيدٌ، وَعَفِيفٌ مُتَعَفِّفٌ، وَعَبْدٌ أَحْسَنَ عِبَادَةَ الله وَنَصَحَ لِمَوَالِيهِ".

وأكد الأزهر في فتوى له، أن رائحة دم الشهيد يوم القيامة هي رائحة المسك؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يُكْلَمُ أَحَدٌ فِي سَبِيلِ الله -والله أَعْلَمُ بِمَنْ يُكْلَمُ فِي سَبِيلِهِ- إِلَّا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللَّوْنُ لَوْنُ الدَّمِ، وَالرِّيحُ رِيحُ الْمِسْكِ".

مراتب الشهداء

أعدّ الله سبحانه وتعالى للشهداء مكانة عليا في جنانه، كما كرّمهم بالرحمة والمغفرة، ويبقيهم الله سبحانه وتعالى أحياءً يرزقون في رحابه، ويشترط في الشهيد حتى ينال هذا الأجر العظيم إخلاص النية في القتال بسبيل الله تعالى، وعازمًا على ترك الدنيا وملذاتها طلبًا لرضا الله سبحانه وتعالى.

اقرأ أيضًا..

هل يجوز للزوجة أن تتصدق من مال زوجها دون علمه؟.. الإجابة ستصدمك

مكانة الشهيد

تعتبر الشهادة في سبيل الله تعالى فوز عظيم، وقد دلل القرآن الكريم عما ينتظر الشهداء من أجر وثواب عظيم، إذ أعد الله تعالى لهم الخلود في الجنة والرحمة والمغفرة.

أجر الشهيد

من المعروف أن للشهيد أجرا كبيرا، فيأمنه الله تعالى من فتنة القبر وعذابه، ويرفع الله الشهيد في منزلة فضلى ويعتبره الله من خير الناس منزلة، وتفوح من دمه رائحة المسك ويحليه الله من حلية الإيمان.

كما يجعل الله تعالى روح الشهيد تطوف في ظل عرشه في في جوف طير أخضر يرتاد أنهار الجنة، ويمنحه الله الشفاعة بسبعين من أقاربه، ويحظى بشرف دخول الجنة مع الأولين، ويخاطبه الله عز وجل دون حجاب، ويأمنه الله من الفزع الأكبر، ويتوّجه الله بتاج الوقار، وكل ياقوتة من هذا التاج مرصع بها خير من كل ما في الدينا.