توارثنا من أجدادنا وأبائنا ترديدنا لمقولة إن الطفل يولد برزقه، كمبرر لأن يكون لدينا أبناء وبنات كثر، ولكن للأسف هذه المقولة خاطئة، خاصة في هذا الزمان والذي أصبح كل شيء فيه بثمنه.

إنجاب أطفال تحت مبرر إن الطفل "بينزل برزقه"، يفتح باب التسابق في الإنجاب، فمن لديه طفلان يريد ثالثا ورابعا، ومن لديه أربعة أبناء يريد خمسة وستة، حتى إن بعض الناس ممن لا يجدون مصدر دخل، تتعدد الأبناء عندهم لتصل إلى سبعة وثمانية.

الحكم الشرعي

ولعل دار الإفتاء المصرية، حسمت قضية إن الطفل "بينزل برزقه"؛ حيث كان قد ورد سؤال للدار، حول أن زيادة الرزق مرتبط بزيادة الإنجاب، لتؤكد الدار بأنها مقولة فهمت خطأ.

وقال الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى، في إجابته عن السؤال، بأن الأمور لا تحسب بهذه الطريقة ولا تسير على هذا النحو؛ فالرزق يحتاج إلى الأخذ بالأسباب والتوكل على الله سبحانه.

وأوضح أمين الفتوى، بأن الأخذ بالأسباب من جملة التوكل على الله، والإنجاب يحملك مسؤولية الرعية التى ستأتي؛ فلا ينبغي ترك الأمر بدون منطق وعلى إطلاقه.

وشدد شلبي، على أنه إذا أنجبت عددًا قليلًا واستطعت أن تعلمه جيدًا وتقدر على الإنفاق عليه، كان أفضل وبركة من إنجاب عدد كبير وعدم القدرة على الاهتمام به وتحمل المسؤولية تجاه.

اقرأ أيضًا..

شيخ الأزهر: البنات نالت من رحمة النبي محمد أكثر من الذكور

حكم تأخير الإنجاب بسبب الأوضاع

وقال أمين الإفتاء، بأنه يجوز تأخير الإنجاب بسبب غلاء المعيشة والأوضاع الاقتصادية الحالية، وطالما أن هناك توافقا بين الزوجين لا حرج فى ذلك، مشيرا الى أن المرأة إذا امتنعت عن الإنجاب بسبب غلاء المعيشة أو صحتها أو العمل لإعانة الزوج لا حرج عليها.

مقولة مرعبة

الدكتور عمر الورداني، أمين الفتوى، ومدير مركز الإرشاد الزواجي بدار الإفتاء، كان قد أوضح في تصريحات متلفزة، عن أن هناك بعض المفاهيم التي يتم استخدامها بشكل غير دقيق ومنها الرزق، منتقدًا تبرير البعض لكثرة إنجابهم بمقولة إن العيل بيجي برزقه.

وأوضح أن بأن هذه المقولة تمثل تهديد النفس من خلال تعريض حياة المرأة للخطر نتيجة كثرة الإنجاب، والعقل من خلال بث السموم المجتمعية المتعلقة بالموروثات، ويفسد الدين نتيجة ما يتم نسبه له من مفاهيم مغلوطة.

وشدد الورداني على أن تحديد أو تنظيم النسل ليس حراما، لأنه لا يمثل اعتداء على نفس بشرية، مستشهدا بأن الرسول أجاز العزل للصحابة.