فاطمة..أول مصرية تكسر احتكار الرجال لمهنة الغوص..فيديووصور

السبت 01/أكتوبر/2022 - 04:02 م

أبوالسعود أبوالفتوح

"فاطمة محمد" الثلاثينية، فتاة مصرية حلمت وأصرت انتهاج سبل مختلفة، والتألق في أدوار لم تلعبها مثيلتها من الفتيات، لم يكن الطريق أمامها سهلا مفروشا بالورود، ولكن كان مليئا بالصعوبات والتحديات، تتعثر ثم تستقيم، وبفضل من الله وبإصرارها وإرادتها الفولاذية استطاعت أن تجمع هذه العثرات وتبني بها سلما تصعد به نحو التميز والاحتراف وتحقق حلمها، وتصبح غطاسة محترفة وأول فتاة مصرية تخوض مهنة الغوص في شرم الشيخ، وتحصل على snorkel guide بطاقة مزاولة مهنة (مرشد غوص)، من احدى المنظمات الشهيرة؛ وبذلك مهدت "فاطمة محمد" الطريق أمام الكثير من الفتيات المصريات، لاكتشاف عالم مظلم ظل طويلا حكرا على الرجال من منطلق ثقافة العيب المجتمعية، والتي ترى فيها أداة لقتل طموح الفتاة وإبداعها.

إرادة وتحد

على الرغم من المعارضة الشديدة التي واجهتها "فاطمة" من أقاربها وزميلاتها، إلا أنها استطاعت وبسلاح الإرادة والتحدي مواصلة دربها غير الممهد، متسلحة بقناعتها الشخصية، وفضول تحقيق أحلامها الصعبة، خاصة بعد وفاة شقيقها غرقا في مدينة "المنصورة" الذي كان دافعًا لها أن تلقح فكرة السير في مجال الغوص.

البداية

تقول "فاطمة محمد" لـ"هيرنيوز": "أنا خريجة الأكاديمية الدولية البريطانية تخصص سياحة وفنادق، مقيمة في مدينة السلام شرم الشيخ منذ عام 2005 حتى الآن، اشتغلت في السياحة في عدة فنادق، ثم شيف على المراكب وكنت البنت الوحيدة التي تعمل على المركب ومن هنا بدأت أدخل مجال الغوص، وأتابع المدربين وأتعلم منهم".

احتكار الرجال لمهنة الغوص

وعن الانتقادات التي واجهتها "فاطمة" قالت : "في بداية دخولي المجال وعندما عرف البعض أني بدأت آخذ كورسات في الغوص، قوبلت بمجموعة من الانتقادات والكلام المحبط، الذي يجعلك تدخل بيتك وترتدي السواد ولا تخرج منه أبدًا، بخلاف التخويف من البحر ومخاطره إلى غير ذلك، مؤكدة أنه لا يوجد فريق بين البنت والولد في مهنة الغوص فكما هو مرشد غوص هي أيضًا مرشدة غوص، هو أخذ كورسات هي أيضا أخذت كورسات هو معه كارنيه مزاولة مهنة هي أيضًا معها كارنيه مزاولة مهنة هو جرى اختباره ونجح هي أيضا جرى اختبارها ونجحت هو ينزل تحت الماء بمجموعة من الزبائن هي أيضا تنزل بمجموعة من الزبائن، فكل الأمور المتعلقة بالغوص من مهام وخلافه ما يفعله الولد تفعله البنت، لافتة إلى أنها تربط المركب وفي بدايتها كانت تحمل تنكات لدرجة أنهم أطلقوا عليها اسم حمو".

وأشارت إلى أن كونها إمراة ميزها في مجال الغوص، فهناك زبائن تأتي إليها خصيصا وتسأل عنها كما خوضها للمجال شجع الكثير من الفتيات على تعلم الغوص، لافتة إلى أنه علمت الكثير من الفتيات من جنسيات مختلفة .

سبب امتهان الغوص

وعن أسباب امتهان مهنة الغوض أرجعت "فاطمة" ذلك إلى أنها كان لديها أخ توأم مات غرقا في المنصورة، لافتة إلى أن "البحر" كان ممنوعا عندهم في العائلة لا مصيف والا غيره حتى كلمة مياه كان ممنوع عندنا ذكرها؛ وذكرت أنها في احدى الرحلات رأت مجموعة من الغواصين وكان معهم بنت أجنبية كانت مصورة ومن هنا بدأت تلح عليها فكرة لماذا البنت الأجنبية تعمل في هذا المجال والمصرية لا تعمل، فرجعت إلى السنتر الذي كانت تعمل فيه ووعدتهم بأنها في يوم ما ستكون مرشد معهم ومن هنا بدأت "فاطمة" في أخذ الكورسات وتعلم الغوص.

الداعمون الأساسيون

وأشارت "فاطمة" إلى أنه كان هناك 3 أشخاص ساندوها ودعموها وهم كابتن هيثم سلامة والكابتن نصر محمد علموها الشغل النظري، بينما كابتن مهران أتقنها الشغل العملي تحت الماء.

أول غطسة

وعن أول غطسة لـ"فاطمة" قالت: أول غطسة كانت ما يزيد عن 10 سنوات في جزيرة تيران عند رأس بوب غطست مسافة 6 امتار، وحاليًّا من 58 إلى 60 مترًا. لافتة إلى أن لديها القدرة على النزول free dive ( غوص حر) لعمق 18 مترًا دون تنكات.

وتضيف: من الممكن أن اغطس 4 مرات في اليوم، وبين الغطسة والأخرى مدة نصف ساعة راحة أو ساعة إلا ربع، لافتة إلى أن عملها قد يستغرق الكثير من الساعات تحت الماء ويتم تحديد المدة على طلب العميل ولكن من الممكن أن تشتغل أكثر من 6 ساعات لـ 8 ساعات تحت الماء، لافتة إلى أن المكوث تحت الماء يكون على حسب استهلاك الأوكسجين، وهناك خطة يتم وضعها قبل نزول الماء يتحدد فيها الوقت المستغرق تحت الماء.

اقرأ أيضًا..

«عالمات النيل».. ماريان عازر ضمن أفضل 50 امرأة مؤثرة 2017

المتعة في الغوص

وعن المتعة في الغوص قالت "فاطمة": "إن الغوص عالم آخر سلسلة حياة مثل البشر تماما ولكنها تختلف في أننا نشاهد سلسلة غذائية أمامنا وشعب مرجانية وأسماك وكائنات حية تولد وأشياء أخرى في غايةالجمال والروعة لا يمكن الوصول إليها إلا بالغوص تحت الماء".

العمر المناسب للغوص

وعن السن المناسب لتعلم الغوص أوضحت "فاطمة" أن السن من 10 -11 سنة مناسب لتعلم الغوص بشرط أن يخضع الطفل لفحص طبي شامل على القلب والرئتين والأنف والحنجرة وكذلك حاسة السمع قبل استخدام أجهزة الغوص. فضلاً عن ذلك يجب على الطفل التدريب جيداً على مبادئ معادلة الضغط تحت الماء قبل البدء في تعلم الغوص، مؤكدة ضرورة أن يتمتع الطفل بصحة جيدة وأن تكون التجهيزات وأدوات الغطس مناسبة للأطفال.

أفضل مواقع غوص

وعددت "فاطمة" أفضل مواقع الغوص في مصر قائلة : "مصر تعد من أفضل وجهات الغوص في العالم ولدينا أماكن افضل من المالديف؛ لأنهم لا يمتلكون ما وهبنا الله وحبانا به من مقومات بيئية بحرية غير متوافرة في أي مكان في العالم، ومنها محمية راس محمد قبلة الغواصين في العالم ، وفي دهب ، وتيران، والغردقة، وغيرها، لافتة إلى أن كل مكان له رونقه وجماله الخاص ، ولكنها تعشق الغطس في جزيرة تيران".

الصيف أفضل من الشتاء

وأشارت "فاطمة" إلى أن الغطس في الصيف توقيت مناسب لأنك لست مطالبا بلبس بدلة ثقيلة ولا يوجد سحب في الماء ولكن في الشتاء يقابلهم مشاكل كثيرة من ارتفاع البحر وسوء الحالة الجوية، بالرغم من أن هناك أناس مخصصون للغطس في الشتاء، لافتة إلى أن هناك أسماك نراها ليلا ولا نراها نهارا، ومنها سمكة الببغاء أحد أهم وأغلى أنواع أسماك الرأس المتعددة، وتتميز بشكل فريد بين الأسماك الأخرى، حيث الألوان الجذابة الزاهية التي تشبه ألوان الببغاوات، وهذا ما دل عليه اسمها، وتتعد أنواعه لتصل لحوالي 90 نوعا، ويميزها الشكل الغريب لفكيها الذي يشبه أقرب ما يكون منقار بعض الأنواع من الطيور، وقد أسهم أيضًا في التسمية، مضيفة أن سمكة الببغاء تقوم بعادة غريبة كجزء من طبيعتها، وهي إفرازها لكمية من المخاط الجيلاتيني أثناء عملية التنفس، يتواجد العضو الخاص بهذه العملية في رأسها، وتستخدم هذه المخاط لصنع شرنقة تشبه غلاف خارجي لها ليلاً كواقٍ لها يعمل على تغطية رائحتها بالكامل؛ لحمايتها.

أمهر الغواصات

وعن أمهر الغواصات من وجهة نظر " فاطمة" قالت: مدام "عزيزة" التي قامت بدور الدوبلير في فيلم "جزيرة الشيطان" للزعيم عادل إمام، لديها مهارات فائقة، وبالنسبة للرجال قالت : " الشيخ عيسى في غوص الأعماق، والبطل العالمي أحمد جبر.

وعن حلمها قالت: "أحلم بتربية أولادي رودينا ويوسف تربية سليمة وأتمنى من الله أن يساعدني ويقدرني وأطلعهم دكاترة".