نانسي نبيل تكتب: المرأة عطر الزهور والغصن الرطب
هنا يندرج العديد من صفات المرأة التي تعكس
تصرفاتها الحياتية في شكل سمات له الأثر الطيب على من حولها، فهي النعمة الكبيرة
التي ترتبط وجودها بتحقيق السعادة والهدوء والاطمئنان لغيرها، فوجودها يرسم ألوان
الحياة بأشكال عديدة فالمرأة للرجل شريك في إعمار الأرض ونفع المجتمع بما تمتلك من
مقوّمات خاصة تميزها عن غيرها، ولأجل ذلك تَغَنَّى بها الشعراء، وصاغ الكُتّاب
لأجلها أجمل العبارات، ورسم في جمالها الفنّانون أجمل اللوحات، فهي الأم والزوجة
والأخت والحبيبة، فهي الكوكب الذي يستنير به الرجل ويحرص على دعمه ومؤازرته مدى
الحياة.
فإن صادفت رجلًا ناجحًا صالحًا اعلم أن وراءه أمًّا أعظم منه تفانت في تربيته ليصبح نافعًا لمجتمعه ووطنه، وإذا وجدت رجلًا عظيما فاعلم أن وراءه زوجة داعمة ومساندة له، فالمرأة معطاءة محبة وتفني حياتها في التضحية والوفاء من أجل زوجها وأبنائها، فإن أحبت بصدق نَجدها تكبر وتنمو وينتشر عبيرها لمن حولها.. وإن كرهت تجد العبير يتحول إلى أشواك تؤذي نفسها قبل أن تؤذي من حولها..
فراعوا مشاعرها وكبرياءها فإن شعرت أن من تعيش من أجله ليس له أي تقدير
أو احترام لمن تفني نفسها من تضحية، فاعلم
أنها ستختار الرحيل حتى تعطي لك درسًا كبيرًا في حياتك، فعندما تشتد الرياح من
حولها تحاول أن تصمد وتقف صامدة حتى لا تنقطع أحلامها، في داخلها إصرار لاستكمال
بناء حياتها، تعلمنا كيف نحب، ونحن نكره، وكيف نضحك، ونحن نبكي، وكيف نصبر، ونحن
نتعذب.. فهي المرأة الصالحة التي تعكس أخلاقها من خلال مرآة الحياة.
إن الله
تعالى حين أراد أن يخلق حواء من آدم لم يخلقها من عظام رجليه حتى لا يدوسها
ولا من عظام رأسه حتى لا تُسيطر عليه، وإنما خلقها من أحد أضلاعه لتكون قريبة من
قلبه محبًّا لها، فاستوصوا بها خيرًا فحبها وفضلها يضيء وينير حياتك ومستقبلك،
وإكرامها يجعلك تملك ما يستحيل الوصول له.