هل يجوز سفر المرأة دن محرم؟.. علماء الدين حددوا شرطًا واحدًا

ظلت قضية سفر المرأة بدون محرم، تشغل بال كثيرين حتى وقتنا هذا، نظرا لأنها ظل معمول بها في الدول العربية والإسلامية، حتى في أداء مناسك الحج والعمرة.

ورغم اختلاف الزمان والمكان على ماكانت عليه الأحوال منذ زمن النبوة وصدر الإسلام، وحتى في العصور التي تلت ذلك، عن وقتنا هذا، لكن القضية ظلت على حالها حتى وقت قريب.

أغلب فقهاء المذاهب يرون أن المرأة لا يجوز لها السفر دون محرم، أيا كان هذا زوجها أو أبيها أو أخيها، حتى في أداء المناسك، لكن مع تغير الزمان والأحوال، أجاز العلماء سفر المرأة دون محرم بشروط.

رأي الأزهر

كان الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، قد أجاز سفر المرأة بدون محرم، وفقا للمذهب المالكي، حيث أكد أن سفر المرأة في تراثنا الفقهي مشروط لدى أغلب الفقهاء بسفر محرم من محارمها.

واستشهد في ذلك على أن، سفر المرأة بمفردها في العصور السابقة بدون محرم، كان أمرا صادما، وكان طعنا في رجال الأسرة، وذلك راجع لما تتعرض له المرأة في ذلك الوقت من سبي واختطاف.

وبين شيخ الأزهر، في حديث تلفزيوني، حول سفر المرأة في الشريعة الإسلامية بدون محرم، أن نظام السفر في زماننا تغير، فلم يعد السفر يستغرق ليالي وأيام كما كان.

وشدد الطيب على أن، الاجتهاد الشرعي في هذه المسألة لا مفر له من تطوير الحكم من منع السفر إلى الجواز بشرط الرفقة المأمونة، مشيرا إلى أن المذهب المالكي منذ القدم أباح للمرأة الخروج إلى الحج بدون محرم إذا كان معها رفقة مأمونة.

وقال شيخ الأزهر، إن العلماء انتهوا في هذا الأمر إلى تبني المذهب المالكي في جواز سفر المرأة بدون محرم متى كان سفرها آمنا بصحبة ترافقها أو وسيلة تمنع تعرضها لما تكره كالقطار أو الطائرة.

رأي الإفتاء

أما الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، فقد أكد أن سفر المرأة إوحدها دون محرم، جائز شرعا بشرط توفر الأمن في السفر وفى الإقامة ببلد السفر، ولا بد من موافقة ولى الأمر.

وبين المفتي، أنه يجوز للمرأة أن تسافر بدون محرم بشرط اطمئنانها على الأمان فى دينها ونفسها وعرضها فى سفرها وإقامتها وعودتها، وعدم تعرضها لمضايقات فى شخصها أو دِينها.

واستشهد المفتي، بما قاله الفقهاء المجتهدين من جواز سفر المرأة وحدها إذا كانت آمنة، مشيرا إلى أن تحريم سفر المرأة وحدها بغير محرم؛ كان محمولا على حالة انعدام الأمن، والتى كانت مِن لوازم سفر المرأة وحدها فى العصور السابقة.

وقال علام، إن جمهور الفقهاء أجازوا للمرأة فى حج الفريضة أن تسافر بدون محرم، إذا كانت مع نساء ثقات أو رفقة مأمونة، واستدلوا على ذلك بخروج أمهات المؤمنين، ، بعد وفاة النبي للحج فى عهد عمر.