هدى بركة تكتب: إلا حياتي.. دع الخلق للخالق
كثير مننا بيدخل في حياة وشؤون غيره، وبيسأل في كل
التفاصيل، وفي أي قرار بتاخذه..
"هو
أنت بتعمل كدا ليه؟" "أنت عملت كدا ليه؟" "دخلت الكلية دي ليه؟"
وغيره من الكلام كتير.
لكن نظرتوا إلى معاناة هذا الشخص أو المعارك والصراعات
التي خاضها.
كثير مننا يحتاج إلى الدعم أكثر من الانتقاد أو التدخل
في حياته، حتى لو بكلمة تدعمه لأن هتفرق مع أي شخص، قال الرسول -صلى الله عليه
وسلم: "الكلمة الطيبة صدقة".
ما أجمل أن الإنسان يركز في حياته وقراراته بدل ما يركز
في حياة غيره، فمن راقب الناس سيموت يومًا غمًّا أو همًّا.
هل من يتدخل في شؤون غيره بيركز في حياته؟
لم يركز في حياته ولا في تطوير نفسه ولا باهتمامه بنفسه
ولا يفعل أي شيء مفيد في حياته، هيقضي حياته بالكامل ينظر وينتقد ويتدخل في حياة
غيره.
قال تعالى: {مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ
قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ}.
ما هو لتركز في حياتك لفي حياة غيرك!
السيدة عائشة رضي الله عنها لم تسلم من كلام الناس في
حادثة الإفك ولكن الله برأها في كتابه وإلى الآن نقرؤها ونتذكر لتكون عظة لنا.. هل
اتعظنا؟!
وهذا الفضول والتدخل في حياة الغير يصبح مرضًا، ويؤدي
إلى تدمير الأسر وفشل العلاقات،
قال الله تعالى: {ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضًا}.
ماذا تستفيدون من تدخلكم في حياة غيركم؟
لا تستفيدون أي شيء سوى إحباط الناس وكرههم حياتهم.
ماعليك إلا أن تفرح لفرح غيرك بدون تفاصيل، قال الرسول
صلى الله عليه وسلم: "من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه".
الزم حدودك، ودع الخلق للخالق.