بالتعاون مع التضامن.. الهلال الأحمر المصري يواصل فعاليات مبادرة «بإيديك تنقذى حياة»
محمود سلامة المحامى يكتب: هتك عرض الأطفال بين بشاعة الجريمة وتشديد العقوبة
الإثنين 29/أغسطس/2022 - 06:59 م
جريمة هتك العرض؛ هي اعتداء إنسان على إنسان آخر جنسيًا بلمس عوراته بغير رضاه، إما بالقوة أو التهديد، أو دون ذلك.
ولا شك أنها من أحط الجرائم التي تخل بشرف الجاني وتنزع عنه كل معاني الإنسانية، فهو يتحول فيها إلى حيوان تسوقه شهواته الشاذة، وتتحكم فيه رغباته المريضة، حيث يتعدى على ما ليس له به حق.
وقد ازدادت هذه الجرائم على نحو بشع، حيث أصبحت توجه للأطفال إناثًا وذكورًا، ممن لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم، وربما لا يستطيعون الإفصاح.
بل أن البشاعة وانعدام الإنسانية تكون على أشدها حين يكون الجاني في جريمة هتك العرض أحد الذين يتولون رعاية الطفل أو تربيته أو أحد أصوله، لذلك غلظ المشرع المصري العقوبة في هذه الحالة؛ ولبشاعة هذه الجريمة فإن المشرع لا يفرق في إنزال العقوبة لارتكاب الفعل الكامل أو مجرد الشروع فيه، فيكفي الشروع في هتك العرض ليعاقب مرتكبه بذات العقوبة.
وكما ورد بنص المادة 268 من قانون العقوبات المصري فإن كل من ارتكب جريمة هتك العرض بالقوة أو بالتهديد أو شرع في ارتكابها يُعاقب بالسجن المشدد، أي أنه يودع أحد الليمانات ليقضي فترة العقوبة.
وتشدد العقوبة، فلا تقل عن السجن المشدد لسبع سنوات، إذا تحقق أحد ظرفين، أولًا: إذا كان عمر المجني عليه أقل من ثماني عشرة سنة ميلادية كاملة.
ثانيًا: إذا كان الجاني أو أحد الجناة إذا تعددوا، من أصول المجني عليه، أو من المتولين تربيته أو ملاحظته، أو ممن لهم سلطة عليه، أو من الخادمين بالأجر عنده أو عند من تقدم ذكرهم، أو تعدد الفاعلون للجريمة.
كما ورد بالمادة أنه إذا اجتمع الظرفان السابقان معًا، فإن الحكم يكون بعقوبة السجن المؤبد.
وقد تكون جريمة هتك العرض بغير استعمال القوة أو بغير تهديد، ولا يعفي ذلك من العقوبة، فحتى لو كان الأمر كذلك فإنَّ وبحسب نص المادة 269 عقوبات كل من هتك عرض صبي أو صبية لم يبلغا الثامنة عشرة بغير قوة أو تهديد يُعاقب بالسجن، وإذا كان سنه لم يجاوز اثنتي عشرة سنة ميلادية كاملة أو كان من وقعت منه الجريمة ممن ذكروا سابقًا، تكون العقوبة السجن المشدد مدة لا تقل عن سبع سنوات.
ولعل القراء يتساءلون عن الفرق بين السجن والسجن المشدد، فنقول إن السجن المؤبد والمشدد يكون تنفيذهما في أشد مؤسسة عقابية صعوبة وهي الليمان؛ أما السجن العادي فيكون بأحد السجون العمومية وهي أقل شدة من الليمانات.
