الخميس 04 يوليه 2024 الموافق 28 ذو الحجة 1445
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
ads
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

هل المرأة فعلا تقبل وتدبر في صورة الشيطان؟

السبت 27/أغسطس/2022 - 05:01 م
هير نيوز

يتخذ بعض الناس، مفهوم حديث الإمام مسلم في صحيحه، عن أن المرأة إذا أقبلت أو أدبرت تأتي وذهب في صورة شيطان، على محمل التفسير النصي له، وهو أن الإسلام شبه المرأة بالشيطان.


بالتأكيد ليس معنى الحديث الشريف الذي ورد بصحيح مسلم، وصححه أبو داوود، وروي في مسند الإمام أحمد، أن المرأة تشبه الشيطان، فالأمر أبعد من ذلك.




فنجد أن الحديث الشريف، الذي يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الْمَرْأَةَ تُقْبِلُ فِي صُورَةِ شَيْطَانٍ، وَتُدْبِرُ فِي صُورَةِ شَيْطَانٍ، فَإِذَا أَبْصَرَ أَحَدُكُمُ امْرَأَةً فَلْيَأْتِ أَهْلَهُ، فَإِنَّ ذَلِكَ يَرُدُّ مَا فِي نَفْسِهِ"، ليس القصد منه التشبيه.




صيانة الأعراض


ولهذا بينت دار الإفتاء المصرية، المقصد من الحديث، مؤكدة أنه ليس المراد منه الانتقاص من قدر المرأة ولا الازدراء لها، بل هو صيانة للنساء وتحذير للرجال من إطلاق النظر المحرم إلى النساء.


وأرجعت الدار في ذلك، إلى ما يحدث وما يترتب على ذلك النظر من الوقوع في الغواية والانحراف عن شرع الله، والفتنة اللذَيْنِ هما من عمل الشيطان، وتحذير المرأة التي تتعمد بخروجها الفتنة والغواية، وهو وصف فعل قبيح بشيء قبيح؛ للتنفير منه، فلا انتقاص لشأن المرأة في ذلك ولا ازدراء.



اقرأ أيضًا..

ما حكم "اللايك" على فيس بوك والمتاجرة به؟.. الإفتاء تجيب





إزالة الالتباس من الحديث


وأكدت الإفتاء في محاولتها لإزالة الالتباس والتشكيك في الحديث، بأنه يفَهم من قول النبي في الحديث، ليس تشبيهًا للمرأة بالشيطان؛ كما قد يدَّعي من لم يفهم مراد الشرع، والرد على هذه الشبهة من وجوه عدة:


أولًا: من المقرر أن الفهم الصحيح لما قد يرد من إشكال في لفظ أو معنى في حديث شريف، إنما يُعلم ويتوصل إليه بجمع طرقه ورواياته؛ فالنظر في ألفاظ الحديث مما يستعان به على فهم مشكلاته، فربما أُبْهِمَت كلمة في رواية ووُضِّحَت في أخرى، أو أُطْلِقَ حكم في طريق وقُيّد في آخر.


ثانيًا: لا يصح أن يفهم الحديث على تشبيه المرأة بالشيطان؛ لأن في ذلك منافاة للنصوص الشرعية؛ فإن الله خلق الإنسان في أحسن صورة؛ والتشبيه بالشيطان إنما يأتي في موضع الذم.


ثالثًا: ليس موضوع الذم في الحديث إقبال المرأة ولا إدبارها، وإلا لنهيت المرأة عن الإقبال والإدبار، ولكان الخطاب موجهًا للنساء لا للرجال، لكن لما كان الخطاب موجهًا إلى الرجال؛ تزكيةً وتعليمًا لهم.




ومما يؤكد أن المراد من الحديث توجيه الرجال ونهيهم عن إطلاق النظر إلى النساء لا تشبيه المرأة بالشيطان: فَهم العلماء الأوائل لذلك المعنى؛ فالفهم الصحيح للحديث من هذا التوجيه: يقتضي ألا ينسب وصف الشيطان إلى النساء لا في ذاتهن ولا في وصفهن، بل إلى رؤية الرائي بريبة ونظر الناظر بشهوة.



اقرأ أيضًا..

الإفتاء تحسم الخلاف بشأن الحكم السليم في الصداقة بين الشاب والفتاة



ads