التجسس والتحرش وتتبع العورات.. أخطاء يجب أن تعلمي أولادك الابتعاد عنها
لا يختلف اثنان على أن التعدي على حرمات الناس وخصوصياتهم، وترويع الآمنين منهم ولو على سبيل المزاح، هو أمر خطير شرعًا وقانونًا، ولهذا ينبغي أن تكون في أول مقدمات التربية السليمة للنشء احترام خصوصيات الناس وعدم التعدي عليهم.
ترويع الناس وإخافتهم
ومن بين الأفعال التي تعتبر تعديًا على حرمات الناس هو ترويعهم وإخافتهم، حتى ولو على طريق المزاح، وبأي شكل تتجسد فيه الخوف والترويع، ولهذا أفتت دار الإفتاء المصرية بأن ترويع الناس حرام، ومن يفعل ذلك فقد ارتكب كبيرة.
واستشهدت دار الإفتاء، بحديث النبي: "لا تروعوا المسلم فإن روعة المسلم ظلم عظيم".
وقد أوضح الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء، حكم ترويع الناس وتخويفهم وإقلاقهم، مبينا أنه ليس من أخلاق المسلمين، حتى ولو كان على سبيل المُزاح، وهو مما نهى عنه ديننا الإسلامي.
التحرش الجنسي
ولعل التحرش الجنسي هو أبرز ما يتعدى به على حرمات الناس، فهو آفة خطيرة ويجب التنبيه على أنها أشد جرما شرعا وقانونا، ولهذا بينت دار الإفتاء بأن التحرش الجنسي حرامٌ شرعًا، وكبيرةٌ من كبائر الذنوب.
وقالت الدار، بأن التحرش جريمةٌ يعاقب عليها القانون، ولا يصدر إلا عن ذوي النفوس المريضة والأهواء الدنيئة التي تَتَوجَّه همَّتها إلى التلطُّخ والتدنُّس بأوحال الشهوات بطريقةٍ بهيميةٍ وبلا ضابط عقليٍّ أو إنساني.
اقرأ
أيضًا..
ما حكم من يصلي الجمعة وينام أثناء الخطبة؟.. الإفتاء تجيب
التحرش جريمة دينية وأخلاقية
ونبهت في ردها على سؤال تلقته حول حكم التحرش الجنسي، على أن الشرع عظّم من انتهاك الحرمات والأعراض، وقبَّح ذلك ونفَّر منه، وتوعد فاعل ذلك بالعقاب الشديد في الدنيا والآخرة، سواء كان ذلك قولًا أو فعلًا.
واستشهدت الإفتاء بقول النبي للناس يوم النحر: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟» قالوا: يوم حرام، قال: «فَأَيُّ بَلَدٍ هَذَا؟» قالوا: بلد حرام، قال: «فَأَيُّ شَهْرٍ هَذَا؟» قالوا: شهر حرام، قال: «فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا».
تتبع عورات الناس
وثالث الأمور التي يجب تجنبها هو تتبع عورات وخصوصيات الناس والتجسس عليهم، فقد بينت دار الإفتاء أيضا حكم تتبع عورات الناس، مؤكدة على أنه يحرم شرعًا اقتحام الحياة الخاصة للغير دون علمهم.
وشددت الإفتاء، أيضا على حرمة كشف الستر عنها بأي طريقة كانت: كتصويرهم أو التلصّص البصري عليهم أو استراق السمع أو غير ذلك من الطرق، ونشرها على منصات الإعلام الرقمي أو مواقع التواصل الاجتماعي أو غير ذلك.
ونبهت على أن كلّ ذلك يُعَدُّ تتبعًا للعورات التي يجب سترها وانتهاكًا للحُرُمات التي يجب صونها بالإضافة إلى أنها أفعالٌ مستقبحةٌ لدى العقلاء عرفًا، ومحظورةٌ قانونًا.
وعلى الإنسان أن ينأى بنفسه عن الوقوع في هذه المُهْلِكَات؛ أمانًا له، وصونًا لمجتمعه ووطنه.