حينما تتحلى المرأة بالذكاء يكون ذلك أقوى أسلحتها وحينما تتصف بالجمال هنا تستطيع أن تفوز بأي معركة دون الدخول إليها، وهذا ينطبق على الإمبراطورة أوجيني دي مونيتو والتي ولدت في غرناطة بإسبانيا عام 1826.

تلقت الإمبراطورة أوجيني تعليمها في فرنسا، وأجادت ثلاث لغات هي الإسبانية وهي تعد لغتها الأم بحكم الميلاد والنشأة، واللغة الإنجليزية والفرنسية.

منذ أن رآها الإمبراطور نابليون وقد وقع في غرامها؛ حيث جذبه إليها ذكاؤها وجمالها ليتزوجها عام 1853، وتقيم بقصر الويلر والذي يقع اليوم أمام متحف اللوفر بباريس.

بدأ نفوذ الإمبراطورة أوجيني يفوق نفوذ الإمبراطور نابليون؛ حيث بدأ يبرز نجمها في مجال السياسة والحكم وسعت بزيارتها هي وزوجها للملكة فكتوريا وزوجها الأمير ألبرت إلى توطيد أواصر العلاقات والثقة بين فرنسا وإنجلترا.

قامت أوجيني بزيارة مصر مرتين؛ حيث كانت المرة الأولى بناء على دعوة الخديوي إسماعيل لها ولزوجها لحضور افتتاح قناة السويس ولكن لم يستطع زوجها الحضور وكان ذلك في 16 نوفمبر 1869، وكان الخديوي إسماعيل قد أمر ببناء قصر الجزيرة لاستقبالها للإقامة به طوال فترة الافتتاح واستدعى لذلك مهندسين من الخارج، أما الزيارة الثانية فكانت مختلفة حيث توجهت لمصر وهي متخفية وأقامت لعدة أيام بفندق سافوي ببورسعيد وكان ذلك عام 1905.

فور عودة أوجيني من زيارتها الأولى لمصر اندلعت الحرب بين روسيا وفرنسا لتقرر الهرب إلى إنجلترا، بعد أن علمت بخبر وفاة ابنها لويس وهو في ريعان شبابه.

قررت أوجيني عام 1920 السفر إلى وطنها إسبانيا، وهناك اشتد عليها المرض وتوفيت بسبب الضعف والشيخوخة، هذا وقد اشتهرت الإمبراطورة كذلك أنها كانت لا ترتدي الحذاء أكثر من مرة مهما غلا ثمنه.