«زيارة القبور وعمل الكحك».. عادات استقبال عيد الأضحى في فلسطين

يحرص الفلسطينيون في كل عيد على إحياء عادات وتقاليد وطقوس توارثوها منذ القدم عن آبائهم وأجدادهم، وذلك على الرغم من الأوضاع المعيشية الصعبة في غزة إلا أن الفلسطينيين يحاولون إضفاء أجواء من الفرح والبهجة عبر ممارسة طقوس خاصة بهم، والاحتفال بطريقتهم الخاصة.

على الرغم من أن كحك العيد من مظاهر عيد الفطر في بعض الدول العربية، إلا أنه مرتبط بعيد الأضحى أيضا في فلسطين، فقديمًا كان حجاج بيت الله الحرام في فلسطين يتجهون باتجاه الكعبة المشرّفة على ظهور الجمال قبل حلول عيد الفطر لأداء مناسك الحج في موعدها، لذلك أكد النساء الفلسطينيين على أنهم يقومون على إقامة كحك العيد في العيدين عيد الفطر وعيد الأضحى المبارك.

فعبر التاريخ أكد الجميع أن طبق "الكحك" جزء لا يتجزأ من التراث الفلسطيني ومظاهر الاحتفال بعيد الأضحى المبارك، حيث تجتمع الأسرة والعائلة عقب أداء صلاة العيد من أجل تناول وجبة الإفطار وبعدها تناول "كحك" العيد.

وتقول الكثير من سيدات فلسطين إن أبناءها لا يشعرون ببهجة العيد إلا عندما تبدأ بإعداد تشكيلتها المميزة متعددة الأطعمة والنكهات من الكحك، حيث قالت "لا طعم للعيد بدون الكحك والمعمول المحشو بالمكسرات والتمر، والحلقوم" التي تعتبر من حلويات العيد ووجودها على المائدة ضرورة صباح هذا اليوم.

على الرغم من أن هذه العادة غير مستحبة، ودائمًا ما يرفضها بعض علماء الدين، إلا أن زيارة المقابر في الأعياد تعد أحد أبرز مظاهر الاحتفال بعيد الأضحى الكريم في فلسطين.

ويؤكد بعض المؤرخين عن فلسطين أن في صباح عيد الأضحى يسارع البعض إلى الذهاب الي باحات المساجد، وتأدية صلاة العيد وما أن تنتهي صلاة العيد وبعد خروجهم من المساجد؛ يذهب العديد منهم إلى المقابر؛ فيقرأون القرآن لإيصال ثوابه إلى موتى المسلمين وشهدائهم ويترحمون عليهم، ويوزعون المال والحلوى والكحك عن أرواحهم.

من العادات الشهيرة في فلسطين في عيد الأضحى هي عادة زيارة الأرحام، حيث يتوجه الجميع بعد أداء الصلاة وزيارة المقابر إلى زيارة أقاربهم وأحبائهم، خاصة من كان يغيب عنهم أحد - أي وجود حالة وفاة لديهم - حاملين لهم الهدايا والحلوى، تعبيرًا عن صلة القرابة التي تربطهم بهم.