اكتئاب الولادة.. طبيب: الأم خطر على نفسها وأسرتها حال ظهور هذه الأعراض

بعد أن تسبب اكتئاب ما بعد الولادة في تجرد أم من مشاعر الأمومة والإقدام على قتل أبنائها الثلاثة في الحادث المروع الذي وقع أمس، في محافظة الدقهلية، أصبح من الضروري التوعية بشكل أكبر عن الأمراض النفسية التي تكون الأمهات عرضة لها بعد إنجاب مولود جديد.

وفي هذا الشأن، تحدث طبيب الأطفال، الدكتور محمود الملا، عن الاضطرابات النفسية التي يمكن أن تصيب المراة بعد الولادة مشيرا إلى أنها مشكلة منتشرة جدا في الفترة الأخيرة وتتراوح حدتها من اضطراب بسيط لحالات خطيرة تحتاج للعلاج بالمستشفى.

وأشار الدكتور محمد الملا، إلى أن تلك الاضطرابات تنقسم إلى ثلاثة مراحل وهي: "الكآبة" و "الاكتئاب" ثم "الذهان"، وقال: «مرحلة الكآبة تكون عبارة عن توتر نفسي معتدل وتكون منتشرة أكثر خلال أول يومين بعد الولادة وتنتهي خلال أسبوعين وتشمل أعراضها: 

-التقلبات المزاجية

-التوتر والحزن وربما البكاء 

-انخفاض التركيز وفقد الشهية 

وفي تلك الحالة تكون المرأة في حاجة لدعم زوجها والمحيطين بها مع مساعدتها على الاهتمام بالطفل، وتكون نادرا ما تحتاج لطبيب نفسي، ولكن المرحلة التالية وهي الاكتئاب تكون أعراضها مشابهة لأعراض الكآبة لكنها تكون أعنف وتستمر مدة أطول، كما تزيد حدتها ويصاحبها صعوبة التعلق بالطفل ثم الانعزال والانطواء، واحيانا لعزوف عن الطعام والشعور بالذنب أنها أم سيئة».

وأضاف: «الشعور باليأس والعجز ونوبات القلق والهلع والبكاء تكون أيضا من أعراضه وقد تصل إلى أفكار سلبية عن الموت والانتحار، وفي تلك الحالة تحتاج الأم لدعم مز العائلة ومتابعة مع طبيب نفسي لاجتياز تلك المرحلة الصعبة».

وتابع الدكتور محمد الملا: «يأتي بعد ذلك ذهان ما بعد الولادة، وهو حالة شديدة و نادرة من الاضطراب النفسي تصاب بها الأم الجديدة في خلال أسبوع لعدة أسابيع بعد الولادة، ومن أعراضها فقدان الإحساس بالزمن و المكان مع وساوس بشأن الطفل وأوهام وهلاوس مع نوبات من التهيج الشديد ومحاولات لإيذاء نفسها أو طفلها، وتلك الحالة تكون خطر على نفسها وعلى طفلها وتقع المسئولية على المحيطين بها، حيث تحتاج الحالة لدخول المستشفى وتلقي العلاج النفسي فورا».