"فطوطة مخرج أنتيكة اتعلم سينما في أمريكا" من منا لم يعشق تلك الشخصية الصغيرة بحركاتها المميزة وصوتها المضحك وهي شخصية رسخت مكانتها منذ الطفولة وارتبطت معنا بشهر رمضان الكريم وفوازيره، ولكن تخبئ الكثير من الكواليس والأسرار.

يتعجب الكثير من الناس من شخصية  "فطوطة" والحقيقة أن ما ظهر كان بعيدًا كل البعد عن قصة الفوازير الأصلية التي تغير مسارها كليا لتظهر في النهاية شخصية "فطوطة"، فالحقيقة أن الفوازير كانت في البداية تتحدث عن رحلات الرحالة العربي الشهير "ابن بطوطة" بل كان المشروع الأصلي يخلو من وجود أي استعراضات داخله، ولكن لقاءات المخرج فهمي عبد الحميد مع سمير غانم غيرت مسار الفوازير.

جاءت فكرة فطوطة من نجل الراحل فهمي عبد الحميد، وتعود إلى 15 عامًا قبل الفوازير حيث وجد ابنه يرتدي بدلته منتظر قدومه من العمل، وظل شكل الطفل المضحك عالقاً في أذهان والده حتى ظهر في الفوازير، والذي جسده على هيئة قزم ونبرة صوت مختلفة، بينما يقابله "سمورة" بصوت وحجم سمير غانم الحقيقي.

يعد الشيء المثير للعجب هو أن الفنان سمير غانم كان مترددًا في تقديم شخصية فطوطة، وذلك لكونها شخصية درامية مختلفة ولم يكن يتوقع ردود أفعال الجمهور منها.

لم يتفق فهمي وغانم على اسم الشخصية، بينما جاء اسم فطوطة من وحي اللوكيشن وداخل جلسات التصوير، عندما كان سمير غانم يسرع وتيرة صوته فقال له فهمي "مالك عامل زي فطوطة كدة ليه"، ومن هنا أطلق اسم فطوطة.

تعتبر أكثر الأشياء اللافتة للنظر في شخصية فطوطة هي مظهره وملابسه والبدلة الواسعة؛ حيث صممت ملابس الشخصية المصممة وداد عطية، وهي عبارة عن قزم يرتدي بدلة خضراء وحذاء أصفر كبيرًا، وله شعر كثيف، ويرتدي البيبون الأسود الكبير.

قدم موسيقى فطوطة أحد أشهر المداحين، وهو الفنان سيد مكاوي، بينما كان خلف الاستعراضات التي يؤديها سمورة وفطوطة الفنان حسن عفيفي  أحد نجوم فرقة رضا الاستعراضية.

استمرت شخصية فطوطة لثلاثة مواسم متتالية، بدأت عام 1983 باسم فطوطة والافلام ثم  فطوطة والشخصيات، ولم تنتهِ بوفاة المخرج فهمي عبد الحميد، حيث ظهرت بعد 3 سنوات مع المخرج محمد عبد النبي في فطوطة حول العالم عام 1989، ثم "أهلا فطوطة" عام 1998.

لم يتوقف عطاء "فطوطة" عند هذا الحد، بل حرص على تقديمه بقوالب مختلفة ومنها في عام 2010  قدم كارتون "فطوطة وتيتا مظبوطه"، ثم عادت في عام 2016 في الفوازير الإذاعة "فطوطة وسمورة"، ويحكي سمير غانم عن التجربة الأخيرة أنه كان متخوف منها بشكل كبير بسبب أن فطوطة علق في أذهان الناس بشكله المضحك، وكان يخشى ألا يلقى قبولا من الجمهور بالصوت فقط، ولكنه استخدم نبرة صوت فطوطة وإفيهاته المميزة لتقديم الفوازير،  مشيرًا إلى أنه في الاستوديو كان يشعر وكأنه فطوطة وينسى سمير غانم الأصلي.