«يا أم السعد حلة مية سخنة أوام».. سر هذه الجملة الشهيرة بالأفلام المصرية

كثير ما قد نشاهد في أفلامنا المصرية القديمة مشهد "الداية" وهي تلك المرأة التي تأتي إلى المنزل لمُساعدة السيدة الحامل في الولادة الطبيعية، حيث يعلو الصياح فور دخولها بالجملة الشهيرة وهي " يا أم السعد حلة مية سخنة أوام" ليعقُب ذلك هرولة من جميع النساء الموجودات بالمنزل لإحضار ما طلبته الداية على الفور، فما السر وراء تلك الجملة وما اللغز وراء ارتباطها بعملية الولادة؟‘ فهل المياة الساخنة ضرورية حقًا للولادة أم هي جملة ربطها المؤلف بمشهد الداية لتظل عالقة في الأذهان ليس أكثر؟

إن الماء الدافئ مهم جدًا أثناء وبعد الولادة للأم وللجنين وللداية أيضًا، حيث تستخدمه الداية في تعقيم الأدوات التي ستساعدها في عملية الولادة، أما الأم فتستخدم لها الداية المنشفة المبللة بالماء الدافئ والتي تُساعد على ارتخاء عضلات الحوض والمنطقة السُفلية مما يُسهل في عملية إخراج الجنين، هذا ويقتُل الماء الساخن البكتيريا لذا يُستخدم للتنظيف بعد نزول المشيمة، أما بالنسبة للجنين فيستخدم الماء الساخن في تنظيف جسده بعد الولادة مباشرة ولكن له أهمية أخرى أهم وهي إحداث تعادل في درجة حرارة جسم الجنين بعد الولادة بحيث تكون مُشابهة لما كان فيه داخل الرحم حيث أن السائل الأمنيوسي الموجود بالرحم والذي يعوم فيه الجنين يكون دافئًا لذا يتم احتضان الطفل فور الولادة بمنشفة مبللة بالماء الدافئ كي لا يحدث له أي ضرر نتيجة لهذا التغيير والذي يشعر به مركز التوازن الحراري HRC الموجود داخل جسم الجنين، هذا وينقبض الحبل السُري من تلقاء نفسه لتبدأ الرئة في العمل مباشرة وتصدر بناء على ذلك صرخة الحياة، جدير بالذكر أن الماء الساخن لا تستخدمه الداية فقط بل أطباء النساء والتوليد يستخدمونه هم أيضًا في عمليات الولادة.