حوادث

المخدرات أو الدفاع عن الشرف؟ التحقيقات تكشف تفاصيل جريمة الإسماعيلية

الثلاثاء 02/نوفمبر/2021 - 04:53 م

محمد على

حادث بشع، شاب مضطرب نفسيا، يمسك بسلاح أبيض فى يده، يضرب بقوة وعنف ضحيته أسفل منه وسط الشارع على مرأى ومسمع من الناس، ثم يفصل رأسه عن جسده، ويمسك بها، وفي حالة هيستيرية، يسرع حاملا إياها بيده، وسط سلبية منقطعة النظير من أهالي شاهدوا الجرم البشع، بالتأكيد، الجريمة تحتاج لدراسات وأبحاث من قبل مركز البحوث الاجتماعية والجنائية، لا لأنها بشعة، فهذا موضع مهم، لكن سلبية الشارع الإسماعيلي، ما السر وراء عدم تقدم أحد لإنقاذ الشاب أو حتى إبعاد المجرم المضطرب نفسيا، "هير نيوز"، تعرض تفاصيل الجريمة البشعة، وتحقيقات النيابة واعترافات المتهم.

تفاصيل الجريمة

صباح اليوم، أجرى المتهم بقتل شخص وفصل رأسه، عن جسده بأحد الشوارع الرئيسية بتمثيل جريمته البشعة، بموقع الحادث في شارع البحري بنطاق حي ثان الإسماعيلية، واصطحب فريق من النيابة العامة المتهم، إلى مسرح الجريمة؛ حيث قام بإعادة تمثيل الواقعة، وذلك في حضور القيادات الأمنية ورجال النيابة العامة، وتم غلق الشارع تماما أمام السيارات والمارة حتى تم الانتهاء من تمثيل الجريمة؛ حيث قام بإعادة تمثيل الحادث وكيفية ارتكاب الجريمة البشعة التي هزت الإسماعيلية. وأدلى المتهم باعترفات تفصيلية عن الجريمة.

وكان المستشار حمادة الصاوي النائب العام، قد أمر بسرعة إنهاء التحقيقات في واقعة مقتل مجني عليه وإصابة اثنين آخرين في الطريق العام بالإسماعيلية، كما انتقل فريق من النيابة العامة لمسرح الحادث لمعاينتة ومناظرة الجثمان وستعلن النيابة ما ستؤول إليه التحقيقات.

وكانت وزارة الداخلية، قد كشفت عن ضبط مهتز نفسياً بالإسماعيلية سبق حجزه بإحدى المصحات للعلاج من الإدمان، قام بالتعدي بساطور على عامل؛ مما أدى إلى فصل رأسه وكان يهذي بكلمات غير مفهومة، وبالفحص تبين أنه كان يعمل بمحل موبيليا خاص بشقيق المجنى عليه.

شقيق المجني عليه.. "هو اللي مربيه"

وفي نفس السياق، قال حسن حلمي شقيق قتيل الإسماعيلية، إن شقيقه كان يعمل في إصلاح وبيع العجل المستعمل، وحالته المادية كانت صعبة للغاية، ولديه 7 أبناء ثلاثة بنات و4 أولاد، منهم بنتان متزوجتان، مضيفًا: لم نصدق الواقعة حتى الآن، نعيش في ذهول ودهشة، أخي شخص مسالم، والقاتل كان يعمل مع أخي الأكبر في بيع الموبيليا، وعلاقته بأفراد الأسرة كانت جيدة، ولا نعرف السبب والدافع وراء ارتكابه تلك الجريمة البشعة، مضيفًا أن القاتل كان قريبًا من الأسرة خاصة أشقائي، لكن القتيل لم يكن على صلة بأسرة القاتل.

وأضاف: المتهم كانت يتعالج في مصحة لعلاج الإدمان؛ حيث كان يتعاطى مخدر "الشابو"، نافيًا عن وجود أي خلافات بين القاتل والضحية، مطالبًا بسرعة القصاص العاجل من الجاني، مضيفًا لن نتلقى العزاء إلا بعد صدور حكم بإعدامه، موضحًا أن المجني عليه كان قد خرج لإحضار الفطار لأسرته، وتلقيت اتصالا تليفونيا بخبر مقتله في الشارع،، مضيفًا أن الجاني كان يجلس معه منذ يومين وعرض عليه شراء بعض قطع الموبيليا المستعملة؛ حيث كنا نعتبره واحدًا من أولادنا وشقيقنا الأكبر يعتبر هو من يربيه؛ لذلك فوجئنا أن المتهم هو مرتكب الجريمة، مشيرًا إلى أن المجني عليه مريض ومصاب بالكبد، ويعول 7 أبناء منهم توأم.

وأنهى، أن المجني عليه كان يعمل بشراء الدراجات الهوائية ويجمع بعض الأدوات القديمة بالتروسيكل الذي يملكه ويبيعها.

وقال أحمد عبده، أحد شهود عيان: إن المتهم بعد تنفيذ جريمته حمل رأس المجني عليه وسار في الشارع بهدوء يستعرض أمام المارة عنفه وجبروته؛ مما أثار غضب الأهالي وقاموا بمطاردته داخل شارع البحري في الإسماعيلية والإمساك به والاتصال بشرطة النجدة للقبض عليه.

وكشف محمد، شاهد عيان ثان، أن القاتل كان يمسك في يده رأس المجني عليه، واليد الأخرى سكين «ساطور» يهدد الأهالي من أي تدخل أو الإمساك به؛ ما جعل المتهم يتمادى في جريمته وظل يقتل ويقطع في الجثة ويسير ممسكًا رأس المجني عليه المفصولة حتى تمكن عدد من الأهالي من الإمساك به.

وأشار الشاهد، أن المتهم بعد الإمساك به أكد للأهالي أن المجني عليه ساكن في العقار المجاور له، وقام بالتعدي الجنسي على والدته وشقيقته، فقرر الانتقام لشرفه بفصل رأسه عن جسده أمام الأهالي، حسب قوله.

ونفى شقيق المجني عليه اتهام القاتل بأن شقيقة تعدى جنسيًّا على أفراد أسرته، وقال: إن المجني عليه كبير في السن.

تأثير المخدرات

كما أثبتت التحقيقات الأولية أن الجاني مصاب بعدد من المشكلات النفسية، وأنه غير متزن، أو مسؤول عن تصرفاته، وقد سبق وتم حجزه في أحد مصحات علاج الإدمان، ويؤكد بعد الشهود أن الجاني تناول مخدر الشابو، وهو أحد أنواع المخدرات الحديثة والتي تستخرج من مادة الميثامفيتامين، والتي تعمل على تنشيط الجهاز العصبي، وفي الأساس تتخذ شكل البلورات الكريستالية الزرقاء، ولكن الشابو عبارة عن بودرة بيضاء يتم استنشاقها.

كما يصاب متعاطي الشابو بحالة من اليقظة التي تستمر أربعة أيام، وبعد انسحاب أثر الجرعة ينام المتعاطي لمدة يومين، تكرار التعاطي لأكثر من مرة يؤدي إلى الإدمان، وتظل فاعلية المخدر في الجسم لشهر كامل، تناول جرعة زائدة من الشابو يؤدي إلى ارتفاع الضغط بطريقة مفاجئة، وقد يتسبب في انفجار شرايين المخ أو القلب، وبالتالي الوفاة.

ومن الطبيعي أن يدخل متعاطي الشابو في حالة غير طبيعية توصله للانتحار أو ارتكاب جرائم القتل بدم بارد، ويمكن للمتعاطي أن يصاب بنوبات اكتئاب مفاجئة أو أن يصاب بالتشنجات، أو نوبات الصرع.