دنيا ودين

هل يجوز تفسير القرآن بالرأي؟! الشيخ علي جمعة يجيب

الأربعاء 29/سبتمبر/2021 - 11:56 ص

مؤمن رمزي

أجاب الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، في أحد مجالسه العلمية، عن حكم تفسير القرآن بالرأي، فقال: إن القرآن لا تنتهي عجائبه فيجوز تفسيره بكل وجه ما دام تفسيرا تحت ظلال القواعد العامة للشريعة الإسلامية.

تطور الزمن

وأضاف: أما كونه يتطور بتطور الزمن أو لا، فالقرآن مفهومه يرتقي عن مفهوم الأسقف المعرفية للزمان، وضرب مثالًا على ذلك بقوله تعالى في سورة يس: (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ)، فعندما كان يسمع أحدهم والشمس تجري لمستقر لها، كان يحملها على الحركة الظاهرية المرئية لدى الجميع، وهي أن الشمس تتحرك من المشرق وتذهب إلى المغرب.

العلوم الهندسية

ووتابع د. جمعة: لكن، لما اطَّلع البشر على العلوم الهندسية عرفوا أن الشمس ثابتة في مكانها وأن الأرض هي التي تدور حول نفسها وعلى محور معين، واكتشفوا في ذات الوقت مع اتساع السقف المعرفي أن الشمس تجري وتتجه نحو النجم فيجا بسرعة 13 ميل ثانية، فسوف تصطدم في نجم فيجا في يوم من الأيام، ثم نكتشف أن الشمس لها أربعة عشر حركة، منها حركة حول نفسها وحركة في المجرة وأخرى نحو ذلك النجم، فاتسع المعنى من الشروق والغروب إلى المعنى الواسع الذي فيه تلك الحركات.

المؤهل علميًّا

وأوضح أن التصدي لتفسير آيات كتاب الله خاص بمن كان مؤهلا علميا لتلك المهمة؛ لذلك جاء في كتب السنة المشرفة من الأحاديث ما يفيد تحريم القول في القرآن بالرأي، كما ورد فيها أيضا ما يفهم منه جوازه. ولا اختلاف في ذلك، فكل الأحاديث التي حرمت الرأي إنما بها الرأي المجرد الذي لا يعضده علم شرعي، وجميع الأحاديث التي رخص فيها بالاجتهاد وإعمال النظر في فهم القرآن إنما تخص من كان مؤهلا علميا جامعا للأدوات التي يدرك بها معنى القرآن.