إلهام شاهين.. حازت ثقة الإمام الطيب.. وتنمية دور الواعظات رسالتها الأساسية

عندما قرر الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، تكليف الدكتورة إلهام شاهين، أستاذ العقيدة والفلسفة بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات القاهرة، بمنصب الأمين العام المساعد لمجمع البحوث الإسلامية لشئون الواعظات وتدريب الداعيات وتنمية مهارات الدعوة لدى السيدات الأزهريات لم يكن هذا الاختيار من فراغ، ولكنه جاء نتيجة خبرات متراكمة ونجاحات متتالية وإخلاص لا ينقطع.

كان هذا الاختيار يُعبر عن دعم الإمام الأكبر للمرأة الأزهرية، ويشجعها على التقدم والرقي، وهو لا يألو جهدًا لتكون الأزهريات في الصدارة والمقدمة، ويمنحنهن ثقة كبيرة.

العمل الدعوى هو رسالتها الأساسية التى حملت همها وسعت دائمًا إلى نشرها منذ أن كانت طالبة فى الجامعة واستمرت رسالتها بعد تعيينها عضو هيئة تدريس فى جامعة الأزهر، وكانت تتمنى أن يزيد الدور الدعوى فى الأزهر الشريف ويتطور ليأتي بثماره المرجوة على الوجه الذي يليق بهذه المؤسسة العريقة.

الدكتورة إلهام شاهين تسعى دائما  لتقدم شيئًا في خدمة الإسلام والمسلمين، بتدريب خريجات الأزهر والطلابات وتأهيلهن على الجانب الدعوي ليكون نماذج مشرفة، وبذلك بالتسيق مع أكاديمية الأزهر لتدريب الأئمة لتحقيق العمل على توعية فعًالة بالسيَّاقات المختلفة المُحيطة بالمهام الدعوية، لأجل تنمية رُوح الإبداع عند هذه الفئة التدريبية المستهدفة في تجديد الخطاب الديني، وبناء عقول قادرة على التعامل مع فقه الواقع واستيعاب إشكاليّاته، وتقديم حلول شرعية لمشاكل الأفراد والمجتمعات.

ترى الدكتورة إلهام شاهين أن للدعوة النسائية أهمية بالغة لتحقيق المزيد من الاستقرار النفسي والاجتماعي بين أفراد المجتمع، فحين كانت الدعوة مقصورة على الوعاظ من الرجال ورغم بذلهم الجهد فى إيصال رسالتهم، إلا أن غياب العنصر النسائى كان واضحا، لحاجة المرأة دائما لبنت جنسها وقد فعل النبى صلى الله عليه وسلم ذلك عندما أتته امرأة تسأله عن غسلها من المحيض فأجابها فلما وجدها تحتاج إلى مزيد من الشرح وجهها إلى عائشة رضى الله عنها لتبين لها ما لم تفهمه.

وتؤكد أن للواعظات دور مهم في مواجهة العنف الأسري ومحاولة القضاء عليها من أكثر المهام التى تشغل بال الواعظات لما لهذه الظاهرة من آثار سلبية فى المجتمع، ويكون ذلك بالتوعية بخطر العنف وطرح رؤى تحمل المزيد من المعالجات لهذه الظاهرة من الهدى النبوى وقصص الصالحين.  

ولديها قناعة بأن الواعظات باعتبارهن همزة الوصل مع السيدات فى الدروس واللقاءات يقع عليهن عبء كبير للقيام بهذه المهمة لما للتوعية الأسرية من أهمية فى استقرار الأسر لأن الكثير من المشكلات تقع بسبب عدم الوعي بالحقوق والواجبات الأسرية، وهنا يقوم مجمع البحوث بتدريب الواعظات على أيدى خبراء فى المجالات الاجتماعية والنفسية  بكيفية القيام بالدور التوعوي الأسري على الوجه الأكمل.

كرست الدكتورة إلهام شاهين وقتها وجهدها لقضية الدعوة التي تحتاج إلى تدريب من نوع خاص للتأهيل للدعوة والاحتكاك الميدانى بالجمهور، وهذا ليس بالأمر اليسير بالنسبة للمرأة، ولم يكن متاحا من قبل. أما بعد استحداث فضيلة الإمام الأكبر لأكاديمية الأزهر العالمية لتأهيل وتدريب الوعاظ وفتح الباب لتعيين واعظات مؤهلات للدعوة واستحداث منصب مساعد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية لشئون الواعظات كل هذا أثمر عن عدد من الواعظات وسيؤدي إلى مزيد من الأعداد لتغطية وتلبية حاجة المجتمع فى الفترة المقبلة إن شاء الله.

ورغم أن عدد الواعظات قليل جدًا، لأن تجربة الوعظ النسائى لا تزال فى مهدها، لذا فإن إجمالى عدد الواعظات بالأزهر لا يتجاوز ٢٢٠ واعظة على مستوى الجمهورية، ومع قلة العدد إلا أن الدور الذي يقمن به بدا واضحًا.

السيرة الذاتية للدكتورة إلهام شاهين حافلة بالعطاء منذ  حصولها على الدكتوراه عام 2000 بدرجة مرتبة الشرف الأولى كما حصلت على الماجستير عام 1996 بتقدير ممتاز، كما عملت أستاذا مساعدًا بالمملكة العربية السعودية، في جامعة الملك سعود كلية التربية للبنات الدراسات الإسلامية.

وعملت الدكتورة إلهام شاهين، مدرسًا بقسم العقيدة والفلسفة شعبة أصول الدين بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات القاهرة جامعة الأزهر، ثم ممثل الأزهر الشريف بالمجلس القومي للطفولة والأمومة من أكتوبر 2016.

وعملت الدكتورة إلهام شاهين عضو لجان المعاونة لهيئة كبار العلماء «لجنة الفكر» من نوفمبر 2016، وأيضًا عضو مركز حوار الأديان بمشيخة الأزهر الشريف من أكتوبر 2017، وعضو مركز دعم الفكر الأشعري بمشيخة الأزهر الشريف من أكتوبر 2017.

وتتميز الدكتورة إلهام شاهين، بأسلوب سهل يصل إلى جميع الفئات، ولها دور كبير كداعية إسلامية بالفضائيات المصرية والعربية ومواقع السوشيال ميديا، ومستشار ديني في الرد على الملحدين بموقع «الباحث عن الحقيقة».