التوافق الفلكي شرط لإتمام الزفاف.. أغرب طقوس زواج المايا في جواتيمالا
الأحد 19/سبتمبر/2021 - 12:17 م
سيد محمد
تختلف عادات وتقاليد الزواج في العالم فهي جزء من ثقافة الشعوب مهما اختلفت الثقافات والجنسيات والأديان، وتعتبر مراسم الزواج من أهم العادات التي تعبر عن المجتمع.
وفي بعض البلاد طقوس غريبة في الزواج قد تصل لحد الجنون، وفي هذا التقرير نرصد لكم أغرب عادات الزواج في "جواتيمالا":
حضارة المايا
ففي أمريكا الوسطى، ولأكثر من ثلاثة آلاف عام، انتشرت حضارة المايا، بمعرفتها ومعتقداتها وممارساتها، وأثارت اهتمام الفنانين والباحثين، وفتحت عقولهم على إمكانيات لا تصدق، وقد ارتبطت حكمة شعب "المايا" برؤيتهم الدينية، فقد تصوروا أن الكون مساحة تتفاعل فيها الطاقات المقدسة مع الكون، وتتجلى في مجمل بيئتهم، واستمرت الديانة بفضل روايات أحفاد المايا والاكتشافات الأثرية، وتم الحفاظ على رمزية هذه الطقوس القديمة على مر السنين.
التوافق الفلكي
كشفت صحيفة "جواتيمالا"، أن تلك العادات والتقاليد القديمة تبدأ منذ البداية، حيث يخطط الآباء لزواج الأبناء، حيث كانوا يعتمدون في مراحل التعارف الأولى على "الخاطبة" ، المعروفة أيضًا باسم Atanzahab، والتي تقوم بفحص أبراج العروس والعريس للتأكد من عدم وجود مشكلة بين الآلهة وأيام الولادة، وأنهما متوافقان فلكيًا.
كانت الخاطبة أيضًا مسؤولة عن دراسة أسماء الزواج المستقبلي، فعلى سبيل المثال، إذا كان اسم العريس هو Nic وهي الكلمة التي تعني "زهرة" - واسم العروس هو Bacal وهو ما يعني "كوب"، وبهذه الطريقة تعتبر أهم شروط الزواج هو التوافق الفلكي.
المهر
بالإضافة إلى ذلك، كانت الخاطبة هي المسؤولة عن المفاوضات بين العائلات للاتفاق على المبلغ الواجب دفعه مقابل مهر الزواج، وبالإضافة إلى ذلك تقوم الخاطبة بالمساعدة في تحديد الوقت الذي سيعمل فيه العريس مع أهله بالزراعة أو الصيد.
الفرح عند الأماكن المقدسة
تعتبر شعوب "المايا" الطبيعة مقدسة وإلهية؛ ولذلك تكون الجهة المثالية هي الاحتفال بالزفاف في يوكاتان أو كوينتانا رو، مهد ثقافة المايا، ومع ذلك هناك أماكن أخرى متوافقة ومتساوية في الغموض، مثل بعض البحيرات أو المواقع الأثرية أو الشواطئ الرملية الجميلة في البحر الكاريبي.
كما يتم استدعاء بعض العوامل الطبيعية الصوفية، التي يحبب أن يكون الفرح بجوارها، مثل التلال، والبراكين، والكهوف، والأنهار، والبحيرات، ومصادر المياه.
ملابس العروسين
يرتدي العريس ثوبًا مزينًا بريش الببغاء، والمرأة جيبة مع بلوزة من الديباج، وجرت العادة إما أن يرتدي الأزواج ملابس بيضاء، رمزًا للنقاء والسلام، وإما ملابس ملونة؛ لأن هذه الألوان تعني الفرح .
حمام بخار ومهر
تكون أول شروط إقامة حفل الزواج بدخول من العروسين إلى الإحتفالات بالقدم اليمنى، ومن الشائع أن تأخذ العروس والعريس حمامًا مطهّرًا في تيمازكال (حمام بخار)، ويتشابه معتنقو ديانة المايا في جواتيمالا مع المسلمين في تقديم العريس مهرًا أو تأثيث عش الزوجية، وعادة ما يصل ضيوف حفل الزفاف بهدايا سخية، ويقيمون وليمة، بحسب موقع "بوداس" اللاتيني.
المراسم الدينية
تقام مراسم رسمية للزواج، باللغة الأصلية من قبل رجل دين يدعى أجكيج أو شامان أو على الأقل كاهن يعرف ثقافة المايا، ويعرف قوة الطاقات وما هي أفضل طريقة لأداء مراسم بحيث تكون مليئة بالإيجابية والحيوية، كما يقوم بدوره بتوجيه العروس والعريس والأقارب لتلقي بركات الآلهة، ويبارك الكاهن الشباب عن طريق الصلاة إلى الآلهة.
الاتجاهات السبعة
تبدأ مراسم احتفالات الزفاف عند المايا بإقامة مذبح ونار لإحراق القرابين، وفي هذه الحال، يتم تقديم العروس والعريس إلى الاتجاهات السبعة: الطاقة الكونية موجودة في الأعلى، تقع الأرض الأم في الأسفل، حول الرياح الأربع (الشمالية والجنوبية والشرقية والغربية) وتكون الذات العليا داخل قلوبهم.
وتشعر عند النظر إلى أفراح المايا أنها واحدة من أكثر أفكار الديكور إبداعًا لحفلات الزفاف، فإن لوحة المايا أو مذبح المايا مقسم إما بالزهور وإما بالشموع وإما بالقرع إلى أربعة أجزاء؛ بحيث تعكس عند مشاهدتها النقاط الأساسية الأربعة، وحولها دائرة مرسومة بالسكر، ويوضع العريس والعروس بداخلها خلال الحفل.
النار لا تغيب
كما تعتبر النار عنصرًا أساسيًا في هذا النوع من الطقوس، وفي بداية الحفل تُحرق الأزهار، والكوبال (الراتينج العطري)، والبخور والقرفة في النار، ويُطلب من الحضور التركيز والحصول على الكثير من إيمان.
حمل العروس
وتوجد بعض العادات الغريبة الأخرى؛ حيث يتم حمل العروس على الاكتاف إلى موقع الاحتفال، كما كانت هناك عادة ربط طرفي بطانيات العروس والعريس وقت الزواج؛ مما يرمز إلى الاتحاد.