«الصبارة الراقصة».. استشاريو الصحة النفسية يُحذرون: تُدمر طفلك
ضجّة كبيرة تحدث بسبب "الصبارة الراقصة"، أو "اللُعبة الراقصة" التي انتشرت خلال الأيام الأخيرة في الأسواق المصرية، على مواقع التواصل الاجتماعي المُختلفة، بل وأصبحت وتصدّرت الترندات على المنصات الإلكترونية، والسوشيال ميديا، وزاد الإقبال على شرائها، وأدى ذلك إلى زيادة سعرها لأضعاف السعر الأصلي.
الصبارة الراقصة
هي عبارة عن دمية تشبه الصبارة الأصلية، ترقص وتتمايل وتُقلد الأصوات والأفعال التي يقوم بها الشخص الذي أمامها، بمجرد سماعها للكلمات؛ فتقوم بتسجيلها وإعادتها مرة ثانية على الشخص بطريقة كوميدية، تُشبه "البغبغان المتكلم"، ولكنَّها مصنوعة من البيلاستيك والقماش والجلد الناعم، والقطن، وموضوعة بأصيص باللون البنى، كما أنها تحتوي على مجموعة كبيرة من الأغاني المسجلة التي تصل إلى 1200 أغنية، وتعمل لعبة الصبارة الراقصة ببطارية شحن كما أنها مزودة بوصلة usb، والدمية على هيئة صبارة باللون الأخضر، انتشر بيعها فى الأسواق، وصفحات الأونلاين.
ولاقت إعجاب الكبار والصغار، كونهم يرون أنَّها آلة كوميدية تُفرّغ الطاقة السلبية، وتُخفف من الضغوطات النفسية، بالإضافة إلى أنَّها مُسلّية في أوقات الفراغ، وهذا ما جعل الإقبال على شرائها يزداد.
لا فائدة منها
قال الدكتور جمال فرويز استشارى الطب النفسي، إنَّ الصبارة الراقصة انتشرت بشكل كبير على مواقع السوشيال ميديا، خلال الأيام الماضية، مؤكدًّا أنَّه لا فائده منها، ولا يوجد لها أضرار نفسية أو مرضية.
وأضاف "فرويز" أنَّ ألوانها المُميّزة، هي أحد الأسباب الرئيسية التي جذبت الكبار والصغار، بالإضافة لألوانها وحركتها الراقصة مع الأصوات والهتافات التي تصدر عنها، مشيرًا إلى أنَّ الإقبال عليها ليس من الأطفال فقط، بل الكبار أيضًا، وهذا من باب الفراغ الوقتي والفراغ العاطفي الذي يعيشيون فيه.
وأكد استشارى الطب النفسي، أنَّ سعي الكبار لاقتناء هذه اللعبة هو محاولة للهروب من الواقع المرير الذي يعيشه الناس، لافتا إلى أن هذا يظهر مدى الانحدار الثقافي والفكري الذي وصل إليه المجتمع، بالإضافة إلى ما نملكه من الضغوط النفسية التي تجعلنا نبحث عن أي شيء يضحكنا في هذا الزمن ويخرجنا من حالة الاكتئاب العامة التي نعيشها.
وتابع استشاري الطب النفسي: "الناس تبحث عما يُلهيها ليخرجها من هذه الطاقات السلبية التي تعيشها، والفكرة هي مجرد شيء جديد تم الترويج له بشكل كبير من خلال السوشيال ميديا وعمل غسيل مخ للناس بها للوصول لهذه الحالة من الانبهار بها، لتحقيق أكبر قدر من المبيعات، فهي أشبه بمسرحية بدون قصة بمجرد الخروج منها لا تتذكر منها شيء".
واختتم "فرويز" حديثه قائلاً: "الموضوع أبسط من كل هذه الضجة التي أثيرت حولها، فما هي إلا مجرد لعبة يتعلق بها الأطفال يوم واثنين وترمى كغيرها من الألعاب، هذا إن لم يخافوا منها من البداية.
تسبب توحد واضطرابات نفسية
وحذر استشاريو الصحة النفسية، من شراء الصبارة الراقصة ووضعها أمام الأطفال، مشيرين إلى أنَّها تؤثر على الأطفال وتسبب لهم اضطرابات نفسية وتوحد، وهلاوس أثناء النوم، وكأنه يتحدث إلى شخص آخر، وستصيب الأطفال بتخيلات نفسية أثناء النوم، فضلا عن تأثيرها في شخصية الطفل الهشة، وتسبب له اكتئاب.
تزيد من مساحة العزلة بين الأم والطفل
وعلى صعيد متصل، أكد أساتذة تخاطب الأطفال أن "الصبارة الراقصة" التي تصدرت مواقع التواصل الاجتماعي وجذبت أنظار الكبار والصغار، لعبة ترفيهية وليست تربوية، لكنها تزيد من مساحة العزلة بين الأم والطفل، والمشكلة فى مساحة العزلة بين الأم وطفلها بسبب انشغالها في الأعمال المنزلية، وبالتالي تلجئن لترك صغارهن مع الهواتف المحمولة أو لمثل هذه الألعاب التي تلهيهم عنهن، وهذه الألعاب لا تقدم محتوى هادف لهم ولا يوجد أي استفادة منها، بل أنها تزيد من عزلتهم وانعدام الانتباه لما حولهم.
اقرأ أيضًا..