«الزوجة الموظفة».. كيف تجمع بين العمل والبيت وتربية الأبناء؟
لا تخلو حياة المرأة المتزوّجة أو المعيلة من المشاكل والأزمات التي تواجهها باستمرار في تدبّر شؤون بيتها أو عناية أطفالها وزوجها؛ فدائمًا تتذوّق الزوجة الموظّفة طعم الحياة الروتينية، وتحمل فوق كاهلها مهام جبّارة لتّوافق بينها كامرأة متزوّجة ومطلوب منها رعاية أسرة كاملة، وبين امرأة موظّفة يجب عليها تأدية واجبها تجاه العمل، وتفادي التقصير. فكيف توفّق بين تلك الأمور؟.
وعلى الرغم من وجود عقبات عدة، وتجارب بين النجاح والفشل، إلاّ أنَّ مصير المرأة يبقى موزون بين النجاح والنضال وتحمل المسؤولية الكاملة لبناء أسرة في حياة اجتماعية، فُهناك معاناة مستمرة تتحمّلها المرأة المتزوجة الموظّفة، نُبرز من خلال موضوعنا كيف توفّق بين العمل وتلبية رغبات زوجها ورعاية بيتها والتعليم والحياة الاجتماعية بشكل عام.
إسراء عاشور -متزوجة- ولديها ثلاثة أطفال الأكبر في سن الـ 12 عامًا، والأوسط في عامه العاشر، والأخير يبلغ من عمره 8 سنوات، وتبين أنَّها تواجه رحلة قاسية في حياتها، تبدأ من بيتها وتنتهي في بيتها أيضًا؛ فالفتاة التي لم تتجاوز عُمر الثلاثين، تبدو على ملامحها الرقيقة أنَّها تحمل أعباءً وتمر في حياتها بصعوبات وأزمات تجمع بين حياتها الأسرية وعملها التوظيفي.
وعلى قدر ما تُعاني "إسراء"، من ثُقل الحِمل عليها، وتفوقه، لكن لديها قُدرة هائلة على توفيق حياتها الأسرية والاجتماعية، وبإمكانها الجمع بين أكثر من مهمة معا كالوظيفة وتدبير شؤون البيت وشراء الحاجيات وتربية الأبناء وتعليمهم وكذلك مراعاة شؤون الزوج ومتطلباته وإن وجدت وقتا فإنها لا تنسى نفسها أيضا.
تقول "إسراء" إنَّ الله دائمًا يُعينها على تخطّى الأزمات والمصاعب، فتكون دائمًا صابرة كادحة مناضلة، رغم أعباءها الكثيرة، وأنَّها ولدت لحياة اجتماعية وبناء أسرة، ورغم دخولها مجال العمل وهي متزوجة، إلاّ أنَّ ذلك لم يؤثر على عملها الأساسي والجمع بين مهمتها الأساسية في تربية أولادها والاهتمام بشؤون البيت وزوجها، وإن كان على حساب نفسها وصحتها فهي مضحية مخلصة ومتفانية في أي موقع أو وضع توجد به.
وعلى الجانب الآخر، تضرب "نعمات السيد" -متزوجة- لديها طفلين وبنتين، المثل في حياة المرأة المتزوّجة والموظّفة، التي تستطيع الجمع بين حياتها الاجتماعية، ومهام عملها الوظيفي، إذ تُنظّم وقتها ولا تجد فيه مشقّة، ولا تُقصّر في بيتها ومع أبنائها؛ فهي قادرة على أن توفق بين تلك الأمور معا.
تستطيع "نعمات" المرأة المتزوجة والعاملة بإحدى الوظائف التي تطلّب تواجدها بشكل يومي، عدا الجُمعة، أنَّ تُنظم وقتها، وإحداث نوع من التوازن بين الأسرة والعمل، وذلك من خلال دراسة جدوى وضعتها لتوفير الوقت لممارسة حياتها الطبيعية دون كلل أو ملل أو حتى مُعاناة.
تؤكد أنَّ المرأة المتزوجة والموظفة بإمكانها الجمع بين البيت والعمل معا،، ورغم أنَّها تُعاني، إلا أنَّها تنجح في الحياة بشكل إرادي، مُبيّنة، أنَّ البعض من السيدات لديهنّ طاقة أكبر من الرجال، وقدرة على تخطّى الأزمات.
اقرأ أيضًا..