ستات الأصول في المحن.. زوجات أصبحن العون والسند لأزواجهنّ
"وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة"..
لم يكُن هذا المثل مُجرّد ثرثرة من أفواه أصحاب الكيف، ولا مُجرّد كلام تلفّظه
البعض دون دراية، فقالها الإمبراطور الفرنسي نابليون بونابرت هو أول من نطق بهذه المقولة
أو المثل، مُعبّرًا من خلالها أن الرجل العظيم دائمًا يكون في المقدمة، والمرأة العظيمة
دائمًا تكون في الوراء.
فالمرأة تعتبر الصدّ الأول والمانع لزوجها
في كُل الاتجاهات والأزمات التي يواجهونها معًا؛ خصوصًا لو كان الرجل هو الضحية
الأولى للأزمات وكانت المرأة تقف منتظرة وراءه تطمئنه وتُساعده على تخطّى المحن
والظروف المؤلمة.
وقفن بجانب أزواجهنّ
فهناك من الأمثلة التي لا تُعدّ ولا تُحصى
لأزواج صرن عُظماء لأنّهنّ وقفن بجانب أزواجهنّ
في المحن والمصاعب، ومن بينها زوجة اللاعب مؤمن زكريا، لاعب النادي الأهلي ومنتخب
مصر سابقًا.
لقد صادفه الفشل في علاج أوجاعه في بداية
أمره، وكثيرًا ما ذهب انتظاره سُدى.. دعمه
كثير من زملائه.. لم ييأس، بل تضاعف حماسه للحياة، وأصبح يتعافى تدريجيًا، وأظهر
من خلال رحلته أنَّ الأزمات وحدها تثبت أن كل محنة يتجاوزها الشخص كان وراءها شريك
حياة يقف بجانبه، وهو ملاذه وسنده عندما يغيب عنه كل العيون.
مؤمن زكريا وزوجته بنت الأصول
دائمًا يتحدّث مؤمن زكريا عن زوجته،
ويصفها بالإبداع، ويُبيّن أنَّ المرأة العظيمة هي التي تبقى للأبد، فحينما تضّل الطريق
وتضيع الأهداف، وحدها الأزمات كفيلة بأن تعرفك من يستحق أن يكون رفيق دربك ومن لا يستحق
أن تلتفت له نظرة واحدة.
تعارف مؤمن زكريا وزوجته ريهام، في أغسطس
2015 حينما انتشرت صور النجم المتألق أثناء احتفاله بحفل خطوبته في أجواء عائلية بسيطة
وبعيدة عن صخب الحفلات المعروفة عن لاعبي الكرة المشاهير.
زواجه
ثمَّ تزوّج الثنائي فى أبريل 2017، وفي يناير
2018 زف مؤمن زكريا لمحبيه عبر مواقع التواصل الاجتماعي نبأ استقباله أول مولود والذي
أطلق عليه "مالك".
أصيب مؤمن زكريا بمرض نادر صنفه الأطباء بأنه
ضمور في العضلات، وكان الفتى الموهوب في أوج تألقه لتؤثر الإصابة على حركته وعلى طريقة
نطقه للكلام، وبالطبع على فرص عودته للمستطيل الأخضر، ولكن كل هذا لم يمنع ريهام (زوجته)
من أن تواصل الصمود وتساند زوجها في أحلك لحظات حياته وتبقى هي عكازه الذي يستند عليه.
بنت الأصول
ريهام تستحق عن جدارة لقب بنت الأصول، فهي
السند لمؤمن داخل الملعب وخارجه بل وأصبحت رمزًا لقوة المرأة المصرية وجدعنتها وإخلاصها
لشريك حياتها بعدما ساندت زوجها بعد انطفاء الشموع واختفاء الأضواء، وباتت الدموع تنسج
الراوية التي أبكت الملايين لقصة "الحراق" الذي كان يملأ الحياة ضحكًا وأهدافًا
حتى ذاق قسوة الحياة وعذابها، وأصبح قلبه ينزف حزنًا وألمًا.
محمد عدوية وزوجته سند العُمر
سند في الظهر وقاضي في المحن. تصمد ولا
تتحدّث، لكن إذا كان الحديث يخُصّ زوجها ونتُج عنه الإهانة؛ فإنَّها تثور دفاعًا
عن شرفه، وحرصًا على عدم هزّ ثقته.. لِما ولا وهي المرأة التي طاحت في الكُلّ
عندما قالوا إنَّ زوجها "خصي"!، لتخرج من صمتها على "الشائعات"
والأخبار" التي نشرت حول "خصي" زوجها، وتؤكد أنَّ تلك الأخبار محض
"إشاعات"، و"ليس لها لا أساس من الصحة".
فعندما تعرّض الفنان محمد عدوية لإشاعات
شديدة الألآم من قبل رواد التواصل الاجتماعي، حين قال البعض إنَّه "خصي"،
ظهرت زوجته وقالت نصًّا: "زوجي رجل 100%، وحملت منه بعد الحادثة، وأنا أسقطت الجنين،
بتعليمات من الأطباء".
وأوضحت تفاصيل الحادثة بالقول: "عدوية
راجل جدا، وتعرض لحالة نفسية بسبب هذا الأمر، وهذه الشائعة جاءت من بنت صحفية، شاهدته
في المستشفى، وكان معمول له قسطرة، وهي اعتقدت أنه تعرض إلى اعتداء جنسي".
وعبرت زوجة المغني المعروف عن تأثرها بالروايات
التي تداولها البعض بالبكاء، مدافعة عن عدوية بالقول: "برد على الناس اللي مش
عايزة تسكت، بس أنا هسكتهم، وكل واحد تكلم عن زوجي أنا هقف لهم بالمستندات، وبالقانون،
ومش هسيب حد إلا لما اجيبه، واحاكمه".
وشددت "نوسة" على أن زوجها تعرض
لمحاولة قتل قائلة: "زوجي تعرض لمحاولة قتل بوضع مواد مخدرة له للنيل منه، بسبب
غيرة من أحد الأشخاص"، لافتة إلى أنها تلقت تهديدات لإسكاتها، ومؤكدة أنها
"لن تخشى أحدا".
وعن يوم الحادثة، كشفت زوجة عدوية عن التفاصيل،
وقالت: "في الساعة 12 بالليل، جاني تليفون من السواق، الحقيني الأستاذ بيموت مني"،
مشيرة إلى أن "هناك من قام بإعطاء عدوية هيرويين وأشياء أخرى في كأس"، مضيفة
أنها "ستتوجه بمحاكمة كل من قال إن عدوية تم عمل عملية خصية، أو تعرض لأي شيء
جنسي، وهذا خطأ، والذي حدث له هو حادثة، وكان الغرض منها أنه يموت، وتتم سرقته".
طبيب يرى بعين زوجته
"مروة ممدوح"، معلمة بإحدى محافظة
كفر الشيخ، أطلق عليها زوجها الدكتور "محمود سامي قنيبر"، لقب "زوجة
بـ100 راجل"، لمواقفة النبيلة تجاه زوجها، خاصّة بعدما فقد الزوج بصره بصره خلال
عمله بمستشفى عزل بلطيم، في شهر مايو لعام 2019.
فعلى مدار ما يقرب من 12 عامًا من الزواج،
كانت هي السند لزوجها، عاشت معه على الحلوة والمرة، لم تشكُ يومًا، بل وصفته بالإنسان
النبيل البطل، مرّا معًا بمراحل كثيرة صعبة خلال تلك السنوات، لكنها كانت بمثابة الأم
والزوجة والصديقة والحبيبة له، لم تشعره يوماً بأن الأيام ثقال، بل كانت خير سند له،
حتى بعدما فقد بصره خلال رحلو عمله، صبرت وكانت له بمثابة العين التي يرى بها.
حين أعلن زوجها مؤخرًا عن ترشحه لانتخابات
مجلس النواب، كانت بمثابة حملة إعلانية له في مطالبة الأهالي بدعمه، وكانت أكبر
داعم له خلال مسيرته في انتخابات مجلس النواب الأخيرة.
عاشت الزوجة فترات صعبة وقاسية؛ لكنَّها
لم تشتكِ يومًا ما، وكانت بمثابة الصخر تحمي زوجها من الأزمات وتعينه على تخطّي
الصعاب، وكانت تؤمن أنَّ الخير حتمًا سيأتي.. لكن في موعده.
حين أعلن الأطباء عدم رجوع البصر لزوجها، كانت
على وشك فقدان الأمل تمامًا، لكن سُرعان ما فاقت وبدأت تتعايش مع الواقع، تحاول أن تبدو أمام زوجها
متماسكة وصبورة، تصطحبه إلى جميع الأماكن التي كان يرغب في زيارته، ولم تتركه لحظة.
وحتى الآن لا تزال تقاوم الحياة من أجل زوجها،
وتقدّم لشريك حياتها كل الدعم والأمل الذي يرغب فيه.
اقرأ أيضًا||
أعمال سفلية وأشباح تنهي قصة حب في محكمة الأسرة