لكل آية قصة نزول، وهذه القصة لو تتبعناها  لوجدنا وراءها عبرة وعظة لو التزم بها المسلم لتغيرت حياته إلى الأفضل، هذا بخلاف التشريعات الدينية والأوامر الإلهية التي تضمها آيات الذكر الحكيم.

في حلقات "آية وعبرة" نتناول قصص نزول الآيات القرآنية والعبر والدروس المستفادة منها، كما فسرها علماء الإسلام ومفسرو القرآن.

واليوم نتناول خواطر إمام الدعاة فضيلة الشيخ  محمد متولي الشعراوي حول تغيير خلق الله طبقا لما جاء في قول الله تعالى: "ولأضلنهم ولأمنينهم ولآمرنهم  فليبتكن آذان الأنعام ولآمرنهم فليغيرن خلق الله ومن يتخذ الشيطان وليا من دون الله فقد خسر خسرانا مبينا". النساء 119.

يقول إمام الدعاة رحمه الله في خواطره: إن كل شىء من خلق الله، والخلق إيجاد من عدم، إلا أنه لغاية متقدمة على الخلق فإن استعملنا مخلوقه لغايته لم نغير خلق الله، وإن استعملنا المخلوق لغير الغاية نكون قد غيرنا خلق الله.

يضيف الشيخ الشعراوي: لكي نفهم معنى اللفظ القرآني لابد أن نبحث في القرآن عن نظائره لعلنا نجد في القرآن نفسه ما يفسرهذا اللفظ.

ولفظ (خلق) ورد في موضع آخر: "ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين " الأعراف 54

الخلق هنا بمعنى المخلوقين، والأمر:  قوله كن فيكون.

الفطرة السليمة

قال تعالى في الآية 30 من سورة الروم: " فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله..."

 إذًا الخلق كله على أصل الفطرة، فإذا ما حاولت أن تغير الفطرة تكون قد غيرت خلق الله.

والفطرة صافية وسليمة، فلو أن إنسانا وجد في بيئة لا تكذب لن يعرف الكذب بدليل ان الذي يصنع شيئا يخالف الفطرة يحاول أن يستتر منه  لأنه يعلم أن هذا الفعل غير سليم، فالذي ينظر لزوجته ينظر بكل ملكاته، ومن ينظر لمحارم غيره يتلصص ليتأكد هل يراه أحد أم لا.

إذًا هو يتكلف، ومعنى تكلفه أن هذا أمر خارج عن الفطرة الإنسانية.

إذًا فتغيير كل ما يتعلق بالفطرة تغيير لخلق الله.

المتشبهون والمتشبهات

وهناك صور فساد من هذا الأمر فنجد رجلًا يريد أن يتشبه بالنساء ويمكن أن يضع المساحيق ويقوم بعمل حواحبه، أو امراة تريد أن تسترجل فهذا تغيير لخلق الله.

والمرأة التي تنتف حاجبها وتنشئ حاحبا دقيقا بالقلم ويفضحه نبات الشعر من تحته ويكون شكلها كالقرد فهي تغير خلق الله؛ فالجمال إبداع تقاسيم ويمكن أن يكون سرجمالها في كثافة حاجبها أو يكون سر جاذبيتها في أن يكون فمها واسعًا بعض الشيء، أو أن سر جمالها في أن أنفها أقنى، فماذا تفعل المرأة في نفسها؟

إن الله تعالى مثلما وزع الأمزجة وزع الخلق لكي يغطي الأمزجة، فقد يذهب شخص لخطبة فتاة فلا تعجبه، ثم يأتي آخر فتعجبه، وماذا تفعل من تغير خلق الله عندما يستيقظ زوجها ويراها على طبيعتها  أو يراها بعد أن كبر سنها وغطت المساحيق مسام جلدها ومنعتها لذة التنفس؟

اقرأ أيضًا..

ناقل لأمراض الدم والجلد.. التاتو حرام باستثناء حالتين

إن الحق تبارك وتعالى يريد أن يعدل ميزان الحب فيعطي الرجل سكنًا ومتعة لكن بالعقل لكي تثير الغرائز على قدر القوة فيه، ولما تكبر جمالها يذبل لأن قوته ذبلت فيعطي على قدر القوة حتى لا تتحول المسألة لإهاجة غرائز، فهناك فرق بين تصريف الغرائز وإهاجتها وإلهابها.

والواشمة والواصلة والمستوصلة لو ربنا يعلم أن هذا الأمر سيعطي جمالًا لخلقها بهذا الشكل.

اقرأ أيضًا..

هل يجوز قراءة الأذكار أثناء تصفح الموبايل؟.. «الإفتاء» تُجيب