آية وعبرة| كيف تعامل القرآن مع المرأة الناشز ؟
الأربعاء 11/أغسطس/2021 - 01:55 م
سمر دسوقي
لكل آية قصة نزول، وهذه القصة لو تتبعناها لوجدنا وراءها عبرة وعظة لو التزم بها المسلم لتغيرت حياته إلى الأفضل، هذا بخلاف التشريعات الدينية والأوامر الإلهية التي تضمها آيات الذكر الحكيم.
في حلقات" آية وعبرة" نتناول قصص نزول الآيات القرآنية والعبر والدروس المستفادة منها كما فسرها علماء الإسلام .
واليوم نتناول قول الله تعالى: ﴿وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا﴾ [النساء: 34]
فمن هي الزوجة الناشز؟
تجيب لجنة الفتوى الإلكترونية بدار الإفتاء المصرية في فتوى لها فتقول:
النشوز هو: خروج الزوجة عن الطاعة الواجبة للزوج.
وهناك عدة صور للنشوز من بينها خروج الزوجة بغير إذن زوجها لغير حاجة، وإغلاق المرأة الباب في وجه زوجها، وعدم فتحها الباب له ليدخل مع منعه من فتح الباب، وكذلك حبس الزوج يعتبر من النشوز، وتكون المرأة ناشزًا بمنعها الزوج من الاستمتاع بها بلا عذر، لا منعه من ذلك تدلُّلًا.
قال الإمام الطبري في "تفسيره" ["نشوزهن" يعني: استعلاءَهن على أزواجهن، وارتفاعهن عن فُرُشهم بالمعصية منهن، والخلاف عليهم فيما لزمهنَّ طاعتهم فيه، بُغضًا منهن وإعراضًا عنهم].
وقال الخطيب الشربينى فى "مغني المحتاج": [وَالنُّشُوزُ هُوَ الْخُرُوجُ مِن الْمَنْزِلِ بِغَيْرِ إذْنِ الزَّوْجِ لا إلَى الْقَاضِي لِطَلَبِ الْحَقِّ مِنْهُ، وَلا إلَى اكْتِسَابِهَا النَّفَقَةَ إذَا أَعْسَرَ بِهَا الزَّوْجُ، وَلا إلَى اسْتِفْتَاءٍ إذَا لَمْ يَكُنْ زَوْجُهَا فَقِيهًا وَلَمْ يَسْتَفْتِ لَهَا، وَكَمَنْعِهَا الزَّوْجَ مِنْ الاسْتِمْتَاعِ وَلَوْ غَيْرَ الْجِمَاعِ لا مَنْعِهَا لَهُ مِنْهُ تَدَلُّلًا، وَلا الشَّتْمُ لَهُ، وَلا الإِيذَاءُ لَهُ بِاللِّسَانِ أَوْ غَيْرِهِ بَلْ تَأْثَمُ بِهِ، وَتَسْتَحِقُّ التَّأْدِيبَ عَلَيْهِ، وَيَتَوَلَّى تَأْدِيبَهَا بِنَفْسِهِ عَلَى ذَلِكَ].
عواقب النشوز
وهناك نتائج تترتب على النشوز وهي:
استحقاق الإثم: لأن النشوز حرامٌ شرعًا.
سقوط النفقة والسكنى: فالناشز لا نفقة لها ولا سكنى؛ لأن النفقة إنما تجب في مقابلة تمكين المرأة زوجها من الاستمتاع بها بدليل أنها لا تجب قبل تسليمها نفسها إليه، وإذا منعها النفقةَ كان لها منعه من التمكين.
اقرأ أيضا
المرأة «الناشز» بين حكم الدين وعقوبة القانون.. متخصصون يجيبون
جواز التأديب: وذلك بوعظها أو هجرها أو ضربها ضربًا غير مبرح في بعض الحالات.
فإن رجعت الزوجة عن إصرارها على النشوز سقط ما ترتب على النشوز، إلا الوعظ بصفة عامة فإنه لا يسقط؛ لأنه من التناصح على الخير، ولا يضر بالزوجة.