طلاق المرأة في ساحات المحاكم.. معركة خسرانة لحواء
الخميس 29/يوليه/2021 - 06:12 م
الطلاق العنيف غير المتحضر والصراع فى ساحات المحاكم، معركة تخسر فيها المرأة غالبا حتى لو صدرت الأحكام فى صالحها.
كشفت دراسة للمركز القومى للبحوث الاجتماعية أشرفت عليها الدكتورة فادية أبو شهبة أستاذ القانون الجنائى حول العواقب النفسية والاجتماعية لعدم تنفيذ أحكام دعاوى النفقة والحضانة أن 80% من أحكام النفقة لم تنفذ وأن 83% من النساء اللاتي لجأن لرفع قضايا أمام المحاكم يلمن أنفسهن لرفضهن الحل الودي.
وقالت 85% منهن انهن تسرعن فى طلب الطلاق وان زواجا غير سعيد أرحم من طلاق بلا نفقة بسبب المعاناة الاقتصادية التي تعرض لها أبنائهن بعد الطلاق لرفض الأب الإنفاق .
وكشفت الدراسة أن الأطفال هم الأكثر تضررا من عواقب الطلاق وأن أطفال المنفصلين سجلوا درجات دراسية أدنى من غيرهم وهم الفئة الاكثر عرضة لمواجهة تدنى تقدير الذات مما ينعكس سلبا على أدائهم الدراسي.
ورصدت الدراسة عدة مؤشرات على اضطراب السلوك لدى أبناء الأمهات المطلقات اللاتي لجأن للمحاكم مثل ترديد ألفاظ غير لائقة أو الكذب والعنف وتلعثم الكلام وقضم الأظافر والتبول أثناء النوم .
وأرجعت الدراسة السبب وراء انخفاض المستوى التعليمي لأبناء المطلقين إلى الانخراط فى صراع الوالدين فى قضايا النفقة والرؤية بعد الانفصال والصراعات التى تنشأ عنها وبالتالى تتدهور علاقتهم بوالديهم وما يترتب عليه من سلبيات.
الدراسة أكدت أن الكثير من السيدات نادمات على طلبهن الطلاق ويشعرن بتأثر أبنائهن بطلاقهن واحتياجاتهن واحتياجاتهم المالية تجعلهن يتغاضين عن بعض الأشياء.
أقيمت الدراسة على محورين: الأول عواقب عدم تنفيذ الأحكام الصادرة لصالح أطفال الطلاق، والمحور الثانى عواقب عدم تنفيذ هذه الأحكام.
وأكدت الدراسة تناقص نسبة الفصل فى قضايا الأحوال الشخصية من 41 ٪ إلى 33.3 ٪ مما يدل على تفاقم هذه المشكلة، وأن 4 من كل 5 قضايا صدر فيها حكم يحتاج تنفيذه تقديم دعوى جديدة، وهذا يؤدى إلى عبء على هيئات المحكمة ويحتاج وقتًا أطول للنظر فيها مما يضاعف مخاطر عدم التنفيذ.
الدراسة سألت المطلقات عن عواقب عدم تنفيذ أحكام دعاوى النفقة فاكتشفت أن 91 ٪ منهن أقمن هذه الدعاوى لاحتياجهن للمال وعدم تنفيذ الأحكام جعلتهن يشعرن باللوم لاعتقادهن أنهن المسئولات عن الطلاق.
وقالت 83 ٪ إنهن يلمن أنفسهن على اللجوء للمحاكم ولرفضهن الحل الودى، وقالت 85٪ إنهن تسرعن فى طلب الطلاق، وأكد أغلبهن على أن زواجًا غير سعيد أرحم من نفقة، وأن اللجوء للمحكمة خطأ.
ونتيجة لعدم استطاعتهن تنفيذ حكم المحكمة أدى هذا إلى عدم الادخار والاستدانة وإرجاء تلبية بعض حاجات الأولاد أو عدم تلبيتها وقبول أن يلبسوا ملابس مستعملة والانتقال لمسكن أرخص وعدم الوفاء بمتطلبات السوق.
وكان من المنطقى أن تسأل الدراسة المطلقات عن عدم استطاعتهن تنفيذ أحكام النفقة سبب هذا معاملتهن بقسوة مع أبنائهن وأكدت الغالبية العظمى أنهن فعلاً يتعاملن مع أولادهن بقسوة بسبب ضغوط الحياة وحتى يعتمدوا على أنفسهم.
وأنهن بسببهم محرومات من الزواج مرة أخرى.
وكشفت الدراسة أيضًا أن الأطفال هم الأكثر تضررًا من الطلاق وعواقبه والتى منها العوز المالى فغالبًا ما يكون أطفال المطلقين سجلوا درجات أدنى من أطفال غير المطلقين ويواجهون خطرًا متزايدًا لتدنى تقدير الذات وهذا ينعكس سلبيًا على أدائهم الدراسي.
وسألت الدراسة المطلقات عن مؤشرات اضطراب السلوك لدى أولادهن قال 53 ٪ منهن ترديد أطفالهن ألفاظًا غير لائقة وباقى النسبة موزعة بين شكوى مشرفين وشكوى الجيران والكذب.
وتأتى مظاهر الاضطراب لدى هؤلاء الأطفال فى علاقتهم غير الجيدة بأصحابهم ونومهم غير طبيعى وتقضيم الأظافر والحركة الزائدة وتلعثم فى الكلام وتبول أثناء النوم.
وقالت 41٪ من المحكوم لصالحهن فى قضايا النفقة أن مستوى أبنائهن الدراسى انخفض أقل مما كان عليه قبل الطلاق نتيجة عدم استطاعة شراء مستلزمات دراسية.
وأرجعت الدراسة السبب وراء انخفاض المستوى التعليمى لأبناء المطلقات إلى مشاهدة الأبناء صراع الوالدين فى قضايا النفقة والرؤية بعد الانفصال حيث يشاهد الأبناء حيل والديهما الصراعية وقد يشاركون فيها بشكل مباشر.
وبالتالى تتدهور علاقتهم بوالديهما مما يترتب عليه مردود سلبى فى أدائهم الدراسى، إلى جانب ذلك فالحرمان الاجتماعى والاقتصادى الذى يعانى منه الكثير من أبناء المطلقات اللاتى يلجأن إلى محاكم الأسرة للحصول على النفقة والمرتبطة بتغير السكن بعد الطلاق والذى ينعكس فى ضعف مصادر الداخل المتاحة فتلجأ الحاضنة إلى تغيير مدارس الأطفال مما يرتب عليه حرمانهم من مدرسين يقبلونهم وأصدقاء يفهمونهم، وهو الأمر الذى يؤدى إلى اضطرار الحاضنة إلى عمل إضافى وهذا يؤدى إلى تقليل مساعدتها لأبنائها فى الاستذكار.
وانتقلت الدراسة بعد ذلك إلى علاقة المطلقين والمطلقات بأبنائهم وكشفت الدراسة عن ضعف الاتصال بين المحكوم لصالحها فى قضايا النفقة وخاصة أولادها أنفسهم بل وندرة التواصل بينهما عبر شبكات التواصل الاجتماعى «فيس بوك».
وقالت 23.5 ٪ فقط من الأمهات إن أولادهن يتواصلون مع آبائهم وهن يعلمن بذلك.
وكشفت الدراسة أن أكثر من ثلاثة أرباع المحكوم لصالحهن فى رؤية لم يحاولن رؤية أولادهن قلة ومن حاولت منهن لم يشعر أولادها غالبًا.
وأكدت الدراسة أن كون الأم غير حاضنة يفاقم العدائية بين الوالدين ويضاعف مخاطر معاناة الأبناء من غضب الأب إذا علم برؤيتهم أمهم.
وعندما سألت الدراسة الآباء الحاضنين من متابعة أولادهم فى المدرسة أكثر من ثلثى هؤلاء الآباء لا يسألون عن أولادهم بالمدرسة أو الروضة، وإذا حدث واشتكى أحد مدرسيهم لا يستجيب أغلبهم للشكوى ونشرت الدراسة هذا التجاهل إلى شدة العداء بين الأم وحاضن أولادها، أما مشاعر المحرومة من رؤية أولادها قالت تفرح عندما تقابل أحد أولادها صدفة وتحزن عندما ترى أطفالاً فى عمر أولادها وتشعر بالظلم والعجز لعدم استطاعة رؤية أولادها على الرغم من حكم لصالحها بذلك.
وهناك نقطة أخرى لاحظتها الدراسة أن حوالى نصف المحكوم لصالحهن فى قضايا الحضانة مقابل 29.4 ٪ من المحكوم لصالحهن فى قضايا الرؤية من الرجال يكشرون فى وجه المجتمع عن التنفيذ إذا قابلته مصادفة وهذا يشير إلى شدة إحباط المحكوم لصالحها ، الأمر الذى ينعكس سلبيًا على علاقتها بأولادها.
وانتهت الدراسة إلى أن 70٪ من المطلقات يحدث لهن مشكلات اقتصادية بعد الطلاق وأن استغلال الأطفال للضغط على أحد الزوجين أو الإضرار به كحرمان الطفل من رؤية أحد والديه أو عدم العناية به والإساءة إليه فترة الخلاف يجعلهم عرضة لاستغلال الغيرة فتسعة من كل عشرة هؤلاء أطفال الذين تم استغلالهم خارج الأسرة فى العمل وجنائيًا وجنسيًا كانوا أبناء مطلقات ويتكرر استغلالهم حال زواج أحد الوالدين خصوصًا الأم.