خروف و6 ستات.. أبرزهن «نظيرة» و«مدام حشرية»

تمثل الأعياد فرصة لتبادل الزيارات والاجتماعات العائلية، ولاسيما "عيد الأضحى المبارك" لما له من طقوس خاصة، حيث تكثر فيه دعوات الطعام "العزومات"، ما يضع ربات البيوت أمام اختبار حقيقي لقياس كفاءتهن في الطهي وإعداد الأطباق الشهية، وحول المائدة العامرة التي يتوسطها "الخروف" غالبًا ما تقابلين الكثيرات اللائي يتفنن إمّا في مدح طعامك أو تقديم النصائح أحيانًا في السر وفي الغالب على الملأ.

تمثل "أبلة نظيرة"، الصنف الأول من النساء اللائي يتواجدن في التجمعات العائلية فتتفاجئين بها تنتقد كل شيء بمناسبة أو غير مناسبة، فمن الأطباق الموضوعة على السفرة إلى لون الحوائط، وحتى طريقة توزيع الأثاث، فلا تلتفتي إليها وثقي بنفسك.

وعلى المقعد المقابل، ستفاجئك "مدام حشرية"، التي لن تكف طوال وقت الزيارة عن سرد أسرار الآخرين والتدخل في شئون الجميع، وقد تفاجئك بسؤال: لماذا زاد وزنك إلى هذا الحد، على الرغم من أن وزنك الآن أقل بـ5 كيلو جرامات عن العام الماضي، لكنها سوف تصرّ على أن وزنك زائد، وستسألك: هل ابنتك حامل، لماذا لم تتزوج البنت الأخرى، وقد تنخرط في وصف عريس لها، "معرفة وابن ناس كويسين ومبسوط"، فلا تلتفتي إليها أيضًا فقط ابتسمي لها كنوع من كرم الضيافة.

أما "شيف العيلة" فهى تلك المرأة التي لن تُحرج في إبداء رأيها صراحةً في طعامك، وقد تمتدح طرق الطهي، أو تنتقدها، فهى المعروفة على مستوى العائلة بتفوقها في أمور الطبخ وتميزها في طهي أنواع معينة من الطعام، فلا تتأثري إذا وجهت إليكِ نقدا لاذعا أثناء العزومة.

في المقعد الرابع سوف تجلس تلك العالمة ببواطن الأمور، التي تعتقد أن لا أحد أبدًا يعرف ما تعرفه هى، فهى دائمًا حريصة على استعراض ثقافتها وبسط عضلاتها المعرفية خلال التجمعات العائلية عن المجالات فقد تفاجئ الجميع بحديثها عن أفلام العيد والتفاصيل السياسية، وتبدي رأيها في كل ما يتعلق بكل شيء دون أن تنتبه إلى أن كل من يستمع لها ينتقدها في سره، فابتسمي في وجهها حتى تنتهي الزيارة.

وعلى المقعد المقابل، تجلس إحداهن بياقة منشّاة، كأنها خرجت لتوها من اجتماع عسكري، تحرص ألا يصل طرف ثوبها للأرض، تتحدث بحساب وعندما يطلق أحد الجالسين دعابة فإنها لن تضحك كالجميع بل سوف تبتسم ابتسامة باهتة يسمونها "ضحكة بالتقسيط"، فلا يعنيك تكبرها، بل ابتسمي في وجهها حتى تنقضي الزيارة.

وفي المقعد الأخير، تجلس إحداهن صامتة، بينما يلتف حولها الأطفال جميعًا، فتناول هذا مصاص وتعطي لتلك قطعة حلوى، وتربّت على كتف هذا وتعدّل هندام تلك، تسوي بيديها ضفيرة طفلة أخرى، إنها حبيبة الأطفال التي لا يعنيها من الزيارة شيء سوى الاستمتاع برؤية الصغار وتحرص دائمًا أن تسميهم "أحباب الله".