يوصي خبراء وأطباء النفس، دائمًا، من سيطرة المشاعر السلبية على حياتنا؛ حتى لا تنعكس على سلوكياتنا، وتصبح جزءًا من شخصيتنا؛ مثل الغضب والنميمة والاستسلام للكسل والبكاء لأقل الأسباب، ودائمًا يوصون بالتخلص منها، وعدم الانسياق وراءها، وضرورة التمسك بالمشاعر الإيجابية في المقابل.

وأكد دكتور أحمد فهمي، استشاري الطب النفسي، أن الدراسات الحديثة أثبتت ضرورة التعبير من وقت لآخر عن تلك المشاعر السلبية بكل حرية، وعدم تجنبها، أو منعها من الظهور؛ لأنها تساعدنا في التخلص من مشاكلنا النفسية، وتعد تنفيسا عما بداخلنا؛ وذلك بشرط ألا تسيطر علينا وتصبح جزءًا من شخصيتنا.

ويستعرض دكتور أحمد فهمي، استشاري الطب النفسي، أهم المشاعر السلبية التي يمكنها أن تخلصنا من أزماتنا، وطرق التعبير عنها من خلال السطور التالية:

كثيرًا ما نسمع التوصيات بضرورة التحكم في غضبنا وقت الشجار، والسيطرة عليه، وعدم السماح له بالانطلاق؛ حتى لا يحدث ما لا تحمد عقباه.

لكن الحقيقة أن كبتك لغضبك طوال الوقت يؤثر على سلامك النفسي، فلتعبر من وقت لآخر عن غضبك، وتطلقه خارجك، ولكن دون أن ينفرط العقد من بين يديك.

كثيرًا ما تشعرين أنكِ بحاجة للتوقف عن أي نشاط، وتميلين للارتماء على السرير دون حراك، أو عمل أي شيء، على الرغم من تراكم المسئوليات والمهام؛ مما يجعلك تشعرين بالضيق والذنب من تركك لمسئولياتك.

وأكد علم النفس أن ذلك مؤشر على تراكم الإجهاد والتعب على كاهلك، وجسمك يطلب منكِ التوقف قليلا؛ لذلك لا داعي للشعور بالذنب، فلتستسلمي لذلك الشعور بالخمول، ولتخلدي للراحة قليلًا، حتى يمكنك استكمال حياتك بنشاط وحيوية.

هل تشعرين بالميل للبكاء، دون حتى أن تدري السبب الحقيقي وراء ذلك، وتحاولين بشتى الطرق كبت تلك الرغبة.

عزيزتي لا داعي لكبت دموعك، وتأكدي أنكِ ستشعرين بالراحة والهدوء النفسي، بعد أن تخرج دموعك الحبيسة، فهذا مؤشر على رغبة مشاعرك في التخلص من بعض المشاعر المتراكمة المكبوتة.

تشعرين أنكِ بحاجة للانعزال عن الجميع، وليس لديكِ رغبة في التحدث لأي شخص، أو حتى الرد على المكالمات، حتى لأعز من لديكِ، لا داعي للشعور بالضيق من سيطرة ذلك الشعور على عقلك.

إن ذلك مؤشر على أن عقلك ومشاعرك في حاجة لتجديد طاقتهما، والابتعاد قليلًا عن زحمة الحياة بمشاكلها وضغوطها، فلتحاولي الخضوع لتلك المشاعر، وتنعزلي قليلا، وتتوقفي مع نفسك، وتعيدي حساباتك من جديد.

من المؤكد أن هناك بعض الأفكار المجنونة التي تطرأ على عقلك من وقت لآخر، وأنتِ تكبتينها سريعًا، وتمنعينها من الخروج.

ولكن لا داعي للخوف، فلتمشي مع تلك الأفكار المجنونة، لتعلمي إلى أين ستصل بكِ، فقد تساعدك للوصول إلى بعض الحلول الجيدة لبعض المشاكل.

من المؤكد أن التحدث عن الآخرين في عدم وجودهم من أسوأ السلوكيات الاجتماعية، ولكن أحيانا تشعرين بالميل للتحدث مع أحدهم عن شخص أخر قد تسبب لكِ بألم أو جرح.

ولا داعي للشعور بالضيق أو الذنب لسيطرة مشاعر النميمة على عقلك، فلا مانع من التنفيس قليلًا مع أحد المقربين، والتحدث عما يزعجك من أحدهم، ولكن دون أن تذكريه بالسوء، فقط عبري عن مشاعرك السلبية تجاه أفعاله معكِ، دون أذى له.

يميل البعض إلى كتم ألمه من أمر ما قد جرحه، وتحاول الكثيرات تجنب التفكير حتى فيما يؤلمها.

ولكن هذا الأمر لا يخلصك من آلامك، ولكن على العكس، إنه يجعلها تتراكم وتكبر، حتى سيأتي وقاتا وتسيطر على مشاعرك، وتصيبك بالمشاكل النفسية.

فلتعبري عن ألمك، تألمي، واحزني، ولكن دون أن تسيطر أيضًا تلك المشاعر على حياتك ووقتك.