صاحبات «المهن الموصومة» يسردن مأساتهن مع نظرة المجتمع
في المجتمعات العربية يستسهلون الحكم على الأشخاص، بداية من من الأحياء العشوائيات إلى أرقى مناطق مصر، خاصة تصنيف النساء والفتيات، من خلال بعض المهن، وتكوين رؤيتهم من خلال المسلسلات والدراما التي تناقش مثل هذه الأمور دون دراية، واتهامهم اتهامات شنيعة دون دليل واضح.
التعميم الأعمى
«هير نيوز»، يفتح ملف صاحبات المهن سيئة السمعة كما يتهمونهم، ليتعرف على مشكلاتهن، حتى نبتعد عن "التعميم الأعمى"، ومنح الأشخاص ألقابًا وتصنيفهم دون دليل والبعد عن الأخذ بالمظاهر، ومعرفة إن هناك كلمة قد تطلق على فتاة تتسبب في هدم مستقبلها الاجتماعي ككل.
أقصر طريق للعنوسة
دور الفنانة غادة عبد الرازق خلال مسلسل "زهرة وأزواجها الخمسة" وهيئتها بملابسها الوردية اللون واستغلال أنوثتها في وقوع أحد رجال الأعمال الأغنياء في حبها، وسبق له الزواج أكثر من مرة، لم تكن بمفردها من أظهر مهنة التمريض بصورة سيئة السمعة، فبعدها الفنانة "روبي"، لعبت دور "ناهد" في الحرامي والعبيط، والتي كانت تعمل ممرضة، تتاجر في سرقة الأعضاء، تلك الصورة باتت في أذهان الكثير من الأشخاص عن مهنة التمريض، فكانت السبب في مأساة "س. م" 38 عاما، التي ظلت تحارب أهلها أكثر من 15 عامًا، بعدما صارحتهم برغبتها في ترك الصعيد والعمل كممرضة في الإسكندرية، وده كان سبب أن أمي وأبويا يسحبوا ورقي من المدرسة اللي قدمت فيها بسبب كلام الناس.
وتابعت "س.م"، التي أصبحت مشرفة عامة حاليًا على فريق من الممرضات: "فضلت كتير أحارب الفكرة دي، ورجعت قدمت ورقي تاني، لكن كلام الناس في البلد وقتها ماكنتش بسلم منه".
لم يختلف الأمر كثيرًا، عن ( غ.س)، التي اختارت مهنة التمريض عن قناعة باتت تكفر بها بعد 7 سنوات من العمل، إذ إنها تنتمي لمنطقة شعبية، ينظرن إليها على أنها سهلة المنال، حسب الشابة الثلاثينية، وعلى الرغم أنها لم تتجاوز الـ 34 عامًا، إلا أنها لم تستطع تكوين أسرة.
خطافة الرجالة
الكثير من أبناء المجتمعات العربية، أول ما يصادفون إعلان عن " مطلوب سكرتيرة حسنة المظهر لا يشترط الخبرة"، يتردد على ذهنك الصورة النمطية التي أظهرتها المسلسلات الدرامية، التي تلعب دور المرأة اللعوب، أو السيدة التي يتزوجها المدير عُرفيًا، فطبيعة عمل السكرتيرة دفع الدراما إلى "الاستسهال" في تحميلها صفات" خطافة الرجالة.
تؤكد، " م.س" لـ«هير نيوز»، على خوضها لهذه الحرب النفسية كل يوم، فإنها لم تسلم من كلام الجيران "الهمسات واللمزات" كانت تطرق آذانها، بسبب عملها كسكرتيرة، وتتذكر موقفا لم تنساها على حد قولها، إن أثناء رجوعها إلى المنزل، فطبيعة عملي قد تضطرني إلى الرجوع في وقت متأخر من الليل، فكانت الشركة تخصص لي سواقا مهمته توصيلي إلى المنزل، ولكنه مثله مثل الكثيرين الذين يعتقدون إن عمل السكرتارية من الأعمال "الموصومة"، فعرض عليا " حشيش" كهدية منه لتبادل الحديث، وكنت في حالة ذهول تام.
اقرأ أيضًا..