بعد الزواج وإنجاب الاطفال؛ تحاول معظم النساء أن يضحين بكل ما لديهن من أجل إسعاد أبنائهن، وتحقيق الاستقرار الأسري، ومن أجل تحقيق ذلك تنسى الكثيرات منهن أنفسهن، ومع الوقت ينعكس ذلك على صحتهن ونفسيتهن، خاصة بعد أن يكبر الأبناء ويبدأ كل واحد فيهم الاستقلال والحياة لنفسه.

الأمريكية "أندرا بروش" أخصائية الطب النفسي قالت: إن التضحية من أجمل وأرقى المشاعر والمعاني الإنسانية، ولكن التضحية المطلقة دون حدود غير مطلوبة، فلا بد أن يكون هناك حد للعطاء والتضحية، خاصة مع بعض الأشخاص الذين لا يقدرون تلك المشاعر، وكذلك في بعض المواقف التي تتطلب ضرورة التفكير في الذات؛ حفاظًا على الكرامة أو ليتعلم الشخص الذي تتعاملين معه أن يقدرك، ولا يتهاون في حقك.

وأضافت أندرا أن هناك بعض المواقف تتطلب من الزوجة أو الأم أن تفكر في نفسها وفي كيانها، حتى يمكنها استكمال حياتها بشكل متوازن، ودون الشعور بالقهر أو الانكسار، وهو ما توضحه في السطور التالية:

عندما تلاحظين أن حالتك الصحية بدأت تتدهور، وتعددت الشكاوى والشعور بالآلام، وملاحظتك لانطفاء جمالك، فشعرك يتساقط، وأصابته العديد من المشاكل، ووزنك يزداد يومًا عن يوم، وبدأت الأمور تخرج عن السيطرة، فهنا لا بد من وقفة مع نفسك.

فلتفكري في نفسك قليلًا، ولتعتني بها، وتهتمي باستعادة جمالك وتألقك؛ حتى تستطيعي استكمال تضحياتك مع الجميع.

إذا لاحظتِ أن خلافاتك مع زوجك بدأت تتكرر ولأسباب متعددة، ونقاشاتكما أخذت اتجاهًا مختلفًا، فالتعارض بينكما في ازدياد.

فهنا لا بد من التفكير في نفسك قليلًا، ولتنعمي بجلسات مع النفس بعيدًا عن أي ضغوط أو مسئوليات، ولتفكري فيما استجد عليكما، ولتحاولي إعادة حساباتك، حتى يمكنك إنقاذ حياتك الزوجية، واستعادة الاستقرار والهدوء لها.

كثيرًا ما تشكو النساء من الشعور بالحزن دون سبب معروف، والميل للعزلة، وعدم الرغبة في الخروج أو حتى الحديث للأصدقاء المقربين.

كل هذه المشاعر مؤشرات وعلامات لكثرة الضغوط النفسية على عقلك.

واحتياجك الضرورة للتفكير في نفسك من أجل إصلاحها، وتفريغ الطاقة السلبية التي سيطرت على كل حواسك.

تحتاجين لتدليل نفسك قليلًا، فلتخرجي وتنطلقي، وتكسري حالة الكآبة هذه.