عمر مرموش يتصدر قائمة الأكثر تأثيرًا في الشرق الأوسط
من تجليات أسـمـاء الله الحسنى.. «الأعلى»
الجمعة 28/مايو/2021 - 03:24 م
القويُّ له العُلُوُّ المطْلَقُ فى ذاته دونَ إضافة إلى موجود من موجوداته؛ أى لا يقارن بغيره؛ فيقال: هو الأعلى وكُلُّ شيء تحتَ قَهْره وسُلْطانه وعَظَمَته؛ فهو الذى على العرش استوى وعلى الملك احتوي، وبجميع صفات العظمة والجلال والكمال اتَّصَفَ، وإليه فيها المنْتَهَي.
ومن سُنَّة الرَّسول صلى الله عليه وسلم فى سُجُود الصَّلاة قولُه : «سُبْحَانَ رَبَّيَ الأَعْلَي» وعَلَّلَ ذلك بأنَّ السُّجودَ غايةٌ فى الخضوع والتَّذَلُّل من العبد بأشرف شيء فيه لله - وهو وَجْهُه - بأن يَضَعَه على التُّراب؛ فناسب فى غاية سفوله أن يَصفَ ربَّه بأنَّه الأعلي؛ فالعبدُ ليس له من نفسه شيء، وليس له من العظمة نصيبٌ؛ فهو خُلق من العَدَم
وعُلُوُّ الخَلْق من عُلُوِّه تعالي؛ كما أنَّ عزَّتَهم من عزَّته، وعلى قدر الإيمان والعمل يكون العُلُوُّ فى الدُّنيا والآخرة « إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِى عِلِّيِّينَ « [المطففين: 18] فَيَجْتَهد الإنسانُ أن يَكونَ فى «علِّيِّين» وهى جَنَّاتُ المقرَّبين أعلى من جنات أصحاب اليمين؛ فأصحابُ علِّيِّين جُلَساءُ الرَّحمن، وهم أصحابُ المنابر من نور عن يمينه .
وفى الدُّنيا يكون عُلُوًّا يَمْنَحُ القُوَّةَ بمنعه الوهن، ويَمْنَح السَّعادةَ بدَفْعه الحَزَن : « وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ « [آل عمران: 139] وما تلك السَّعادة والقوة إلَّا لأنَّ هذا العُلُوَّ يُدخل صاحبَه فى معيَّة الله « فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ « [محمد:35].
ودلَّ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم أُمَّتَه على ما يُرفَعُ به الدَّرجاتُ : « وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَا « [طه: 75] ، « يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ « [المجادلة: 11] وقال صلى الله عليه وسلم : «مَا تَواضعَ أَحدٌ لله إلا رَفَعَهُ الله».
