رولا سمور تكتب : من رحم البلاء
الخميس 06/مايو/2021 - 01:25 م
أحب سورة مريم كثيرا، الأقرب إلى قلبي، فيها الابتلاء وفيها اليقين وفيها المعاناة وفيها الصبر وفيها الفتنة وفيها العوض.
وفيها دستور الحياة والهبات! عندما وهن العظم من عبدالله زكريا، واشتد به الكبر والشيب كما الرغبة بأن يكون له ولد من صلبه رغم كبره وعقر زوجته، دعا ربه دعاء خفيا ليفاجئه المعطي بيحيى تقيا بارا مباركا.
غلام فتي رغم كبره وزوجه وانقطاع الأمل بالذرية، عطية فاجأت طالبها رغم همسه بها لخالقه. ابتلاء وفقد الأمل وزوال الأسباب لكنه الله الكريم المعطي جابر الخواطر الذي سبقت رحمته قوته وقدره. مريم الطاهرة التي لم يمسسها بشر ، جاءتها هبة الله غلاما زكيا آية للناس في أحشائها، وعندما اشتد المخاض، قالت : «يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا» تمنت الموت والنسيان غير مدركة أنها تحمل في رحمها نبيا ومعجزة.
وإبراهيم الذي أنكر على والده وقومه عبادة أصنام لا تسمع ولا تبصر ولا تغني شيئا، ودعاهم لرب أكبر وأجل وأعز، فأنكروه وهددوه وبالهجر عاقبوه، ليعتزل قومه الخائبين فيعوضه الله بإسحاق ويعقوب وكل كان نبيا! ورفع من بعدهم من موسى، هارون، إسماعيل وإدريس درجات ومكانا عليا لأنهم آمنوا وعملوا الصالحات وأمروا بالطاعات ونهوا عن المنكر، وتوعد من خلفهم ممن اتبعوا الشهوات بالغي والحشر.
وهكذا، تولد المنح من رحم المحن، وتتمخض البلايا بالعطايا غير مدركين حكمة العزيز الجبار وقتها، سلاحنا اليقين والطاعة والدعاء.
قد تتلبد سماؤك بغيوم تحجب شمسك لتحزن وتقنط ، وأنت غير مدرك أنها غيوم أمانيك التي ستمطر واقعا! قد يطول خريفك وتتساقط أوراقك وتتعرى روحك لتركن وتلقي متاعك خائبا، وأنت غير مدرك أنه خريف عمرك الذي يخلصك مما لا يشبهك فاسحا الطريق لأمطار الخير وربيع العمر!
قد يغلق الباب تلو الباب وتتسلل الفرص من بين أصابعك كالماء، وتجابه الرفض تلو الآخر حتى تختلط عليك كل الأوراق وتصدم من واقع ما كنت ظانا أنك مارا فيه فما بالك بعيشه، وأنت غير مدرك أنك على وشك الخروج من عنق الزجاجة إلى أفق أرحب!
تهب عواصف تحيط بك من كل الاتجاهات والنواحي، تطيح بالكثير الكثير، لتدرك بعدها أن كل شيء عاد لمكانه الحقيقي وليس شرطا مكانه الأصلي! فلقد تدخلت أقدار العزيز الجبار لتتخذ عنك قرارا ما كنت أنت آخذه رغم احتياجك له وسيجبر خاطرك! لا تحزن عزيزي، فاليسر قرين العسر وأمر المؤمن كله خير.
القبس
غلام فتي رغم كبره وزوجه وانقطاع الأمل بالذرية، عطية فاجأت طالبها رغم همسه بها لخالقه. ابتلاء وفقد الأمل وزوال الأسباب لكنه الله الكريم المعطي جابر الخواطر الذي سبقت رحمته قوته وقدره. مريم الطاهرة التي لم يمسسها بشر ، جاءتها هبة الله غلاما زكيا آية للناس في أحشائها، وعندما اشتد المخاض، قالت : «يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا» تمنت الموت والنسيان غير مدركة أنها تحمل في رحمها نبيا ومعجزة.
وإبراهيم الذي أنكر على والده وقومه عبادة أصنام لا تسمع ولا تبصر ولا تغني شيئا، ودعاهم لرب أكبر وأجل وأعز، فأنكروه وهددوه وبالهجر عاقبوه، ليعتزل قومه الخائبين فيعوضه الله بإسحاق ويعقوب وكل كان نبيا! ورفع من بعدهم من موسى، هارون، إسماعيل وإدريس درجات ومكانا عليا لأنهم آمنوا وعملوا الصالحات وأمروا بالطاعات ونهوا عن المنكر، وتوعد من خلفهم ممن اتبعوا الشهوات بالغي والحشر.
وهكذا، تولد المنح من رحم المحن، وتتمخض البلايا بالعطايا غير مدركين حكمة العزيز الجبار وقتها، سلاحنا اليقين والطاعة والدعاء.
قد تتلبد سماؤك بغيوم تحجب شمسك لتحزن وتقنط ، وأنت غير مدرك أنها غيوم أمانيك التي ستمطر واقعا! قد يطول خريفك وتتساقط أوراقك وتتعرى روحك لتركن وتلقي متاعك خائبا، وأنت غير مدرك أنه خريف عمرك الذي يخلصك مما لا يشبهك فاسحا الطريق لأمطار الخير وربيع العمر!
قد يغلق الباب تلو الباب وتتسلل الفرص من بين أصابعك كالماء، وتجابه الرفض تلو الآخر حتى تختلط عليك كل الأوراق وتصدم من واقع ما كنت ظانا أنك مارا فيه فما بالك بعيشه، وأنت غير مدرك أنك على وشك الخروج من عنق الزجاجة إلى أفق أرحب!
تهب عواصف تحيط بك من كل الاتجاهات والنواحي، تطيح بالكثير الكثير، لتدرك بعدها أن كل شيء عاد لمكانه الحقيقي وليس شرطا مكانه الأصلي! فلقد تدخلت أقدار العزيز الجبار لتتخذ عنك قرارا ما كنت أنت آخذه رغم احتياجك له وسيجبر خاطرك! لا تحزن عزيزي، فاليسر قرين العسر وأمر المؤمن كله خير.
القبس