مسيرة نجاحات داخل الأحياء.. «هير نيوز» في منزل عزة الشريف: «شوفت الموت قدام عنيا»

الأحد 04/أبريل/2021 - 09:13 م

عزة أحمد الشريف

حوار - خديجة العادلي

عزة أحمد الشريف، سيدة بدرجة وكيل وزارة، أحد أعلام حي الدقي، ليس لكونها من سكانه، بل لكونها تولت رئاسته في فترة من الفترات، وتركت بصماتها التي لا تُنسى هناك.

"عزة" وكيل وزارة، وصولها لهذه الدرجة، وتحقيقها لهذه النجاحات، لن يأتي من فراغ، فهي سيدة كرست حياتها للعمل ووهبت نفسها له، وجعلت طوال ساعات النهار للعمل والإخلاص فيه، وساعات الليل للتدريب والإطلاع على كل ما جديد، سواء من خلال تحضير دراسات عليا أو تدريبات في أماكن متخصصة.

البداية، عندما ترددت أنباء حول تولي "عزة" نائب المدير التنفيذي لنادي حدائق الأهرام، حاليًا بعد خروجه للمعاش، فتبادر إلى أذهاننا مسيرتها العملية الحافلة بالنجاحات العديدة، الأمر الذي دفع أحمد راشد محافظ الجيزة، لمحاولة مد الخدمة لها التي كانت تتولى وقتها وكيل وزارة ورئيس الإدارة المركزية، للوحدات المحلية، والمشرف العام على إدارة العلاقات العامة بمحافظة الجيزة.

انتقلت «هير نيوز» إلى منزل وكيلة الوزارة، لتتعرف على تجربتها، وكيفية تحقيقها لهذه النجاحات، وسر إصرار محافظ الجيزة الحالي، على مد الخدمة لها، ولماذا يحلف سكان حي الدقي بحياتها، ولماذا توجه تجار سوق الجملة بالشكر لنائب المحافظ على اختيارها لتولي رئاسة السوق، وإرشاداتها للعاملات في المحليات لكي تحقق نجاحات مثلها، جميعها استفسارات عديدة سيتم الإجابة عليها في سياق هذا الحوار.

- ماذا عن تجربتك في تولي رئاسة حي الدقي، برئاسة سوق الجملة؟

ليست تجربة جديدة بالنسبة لي، بل هي تكملة لمشوار العمل الذي بدأته، كموظفة في مكتب المحافظ، وإدارة العلاقات العامة، والذي من خلاله تعرفت على المواطنين في محافظة الجيزة، ومشاكلهم واحتياجاتهم ومطالبهم، وكيفية تلبيتها.

كيف وصلتي لهذه المناصب، وحصلتِ على درجة وكيل وزارة ؟

بدايتي عندما تم تعييني، موظفة بديوان عام محافظة الجيزة، كموظفة بإدارة العلاقات العامة، وكنت وقتها أشارك في إعداد كتاب المحافظة السنوي، مع باقي العاملين على مدى سنوات.

ولأن هذه المهمة تحديدًا تتطلب احتكاك مع المحافظ، ومكتبه فقام على أثرها المحافظ وقتها، وهو المستشار محمود أبو الليل ومدير مكتبه باختياري من دون زملائي للعمل بمكتب المحافظ.

استمريت في عملي بمكتب المحافظ، حتى تم ترقيتي في شهر أكتوبر عام 2010، وحصولي على درجة مدير عام، لأتولى إدارة الوحدات المحلية، والتي كانت تشترط أن يشغلها مدير عام.

وواصلت العمل حتى شهر سبتمبر 2013، حيث تم تكليفي من قبل محافظ الجيزة وقتها "الدكتور عبد الرحمن" لتولي منصب رئيس حي الدقي، وبعدها تم اختياري تولي رئاسة سوق الجملة، وبعدها تم إعادتي للمحافظة مرة أخرى بعد أن حصلت على درجة وكيل وزارة، لأتولى رئيس الإدارة المركزية للمجالس واللجان والمشرف العام على العلاقات بقرار محافظ الجيزة.

ما أبرز التحديات التي قمتِ بالتصدي لها أثناء رئاستك لحي الدقي؟

كنت أول رئيس حي يطبق منظومة الجمع السكني، والتي تمت بالتنسيق بين وزارة البيئة، ومحافظة الجيزة، ويطبق أيضًا فصل المخلفات العضوية وغير العضوية من المنبع (المنازل).

هذا إلى جانب التواصل الدائم مع المواطنين، من خلال إدارة المتابعة ومن خلال تنفيذ منظومة النظافة أيضًا، والتي شارك فيها المجتمع المدني بشكل مباشر، في تنفيذ الفكرة.

كيف حققتِ نجاحات في منظومة النظافة؟

النجاحات كانت من خلال المتابعة المتواصلة والمستمرة، لإبعاد النباشين، حتى لا ينشروا المخلفات في الشوارع، ويشوهوا جمال الحي الراقي، وتم ذلك من خلال بالتعاون مع أصحاب المحلات بالحي، والتأكيد على تواجد سلة مخلفات أمام كل محل، وسحب أي سيارة تقوم بإلقاء أي مخلفات في الشارع، وذلك بالتنسيق بين الحي وهيئة النظافة.

ما هي البصمات الواضحة التي تركتيها بحي الدقي، وظل سكانه يتذكرونك بها؟

البصمة الأولى: هي تحويل منطقة جمع القمامة المجاورة لطلعة كوبري 6 أكتوبر إلى حديقة.

البصمة الثانية: رفع مقلب القمامة بشارع سليمان جوهر، وتنظيفه والتشديد على عدم معاودة إلقاء المخلفات به مرة أخرى، عن طريق المتابعة الميدانية، وإدارة النظافة بالحي.

البصمة الثالثة: هي تجريد الشوارع من أبرزها شارع عبد الرحيم صبري، حيث تم تجريده بالكامل.

البصمة الرابعة: هي النظافة الدقيقة، التي من أبرز ملامحها رفع الأتربة المتراكمة بوسط الشوارع وعدم الاكتفاء بالجوانب فقط.

ماذا عن تفاصيل يومك المعتاد؟

يومي يبدأ من 6 صباحًا، حيث أخرج من بيتي، لأبدءه بجولة على كافة شوارع الحي، للتأكد من تواجد جميع المشاركين في منظومة النظافة في مواقعهم وهو في 7 صباحًا.

في 9 صباحًا أقوم بمراجعة الإشغالات في دائرة الحي، للتأكد من التزام أصحاب المحلات بحدود محلاتهم، وعدم التعدي على حرم الشوارع، ورفع جميع الباعة الجائلين من شارع التحرير، وذلك لضمان تحقيق السيولة المرورية.

في 11صباحًا أقوم بمراجعة جميع أعمال صيانة الطرق بشوارع الحي، والتأكد من رد الشيء لأصله، للقضاء على أي أعمال حفر تتم بنطاق الحي سواء لجهات حكومية أو غير حكومية.

في 2 مساءً يتم الانتقال للمكتب لمراجعة البوستة، والأعمال المكتبية.

في 4 أو 5 مساءً يتم النزول إلى الشارع لإعادة نفس البرنامج مرة أخرى، ولمتابعة أعمال الوردية المسائية.

ماذا عن المواقف الصعبة التي لا تنسى أثناء توليك رئاسة الحي؟

أنه في أحد المرات وفي تمام الساعة الحادية عشر مساءً، سمعت أصوات عالية من قبل عدد من سكان الحي، استدعيت مدير مكتبي، وطلبت منه أن يدخل عدد من هولاء المتضررين ليشرحوا لي مشكلتهم.

وعرفت أنهم مقيمين بجوار شريط السكة الحديد، وأن المياه ارتفعت في بدرومات منازلهم وتسببت في كهربة المياه، وأنهم يخشوا على ابنائهم، فتحركت برفقتهم لأتبين صحة شكواهم، وتبين صحة كلامهم، وعلى الفور تواصلت مع المحافظ ونائبه وشركة المياه وتم حل المشكلة في ذات الوقت وشفط المياه.

وجهي نصائح للعاملات بالمحليات لتحقيق نجاحات؟

1-الحرص على التنسيق مع مختلف الجهات والمتابعة الدائمة لجميع جوانب العمل

2-الباب المفتوح، لأن هذه السياسية من شأنها الوقوف على حقيقة المواقف.

3-مراعاة الأمانة في العمل

4-حضور دورات تدريبية، والقراءة والإطلاع في مجال العمل وتنمية الذات بصفة مستمرة.

5-عدم الدخول في صراعات نفسية، وإيمانه بأن الرزق سيدركه لا محالة، حتى يدخل في استقرار نفسي، وراحة في العمل.

6-الإبداع، حيث تحاول أن تضع لها رؤية خاصة بها في كافة الموضوعات.

7-تخصيص وقت العمل للعمل، التأهيل النفسي للعمل، ووضع أولويات له.